حقيقة العلم الإجمالي
للعلم الإجمالي اصطلاحات :
منها : إنه يطلق في مقابل الكشف التفصيلي ، كوجود المطالب العلميّة المفصّلة في الملكة العلميّة للإنسان .
ومنها : إنه العلم بالشيء بوجهه العام ، كالعلم بالنتيجة في ضمن العلم بالكبرى .
ومنها : العلم بالشيء بوجهه الخاص ، وهو علم به بوجه ، كالعلم بالوجودات الخارجيّة .
ومنها : العلم الإجمالي الإرتكازي ، في مقابل العلم الإرتكازي التفصيلي ، كما في مسألة التبادر ، حيث يعلم بمعنى اللّفظ إجمالاً ، وعن طريق التبادر يعلم به تفصيلاً .
ومنها : العلم المشوب بجهل مّا .
وهذا الأخير هو المقصود هنا .
فعن صاحب الكفاية : إنه العلم بالمردّد .
وعن المحقق العراقي : إنه الصّورة الإجماليّة .
فإنْ كان مراده من الصّورة الإجماليّة : وجود الإجمال في متعلّق العلم ، رجع كلامه إلى نظر المحقّق الخراساني ، وإن كان مراده وجود الإجمال في العلم نفسه ـ كما هو ظاهر كلامه ـ ففيه : إنه غير قابل للتعقّل ، إذ كيف يكون العلم وهو مشوبٌ بالجهل ؟
وأمّا ما ذهب إليه صاحب الكفاية ، ففيه : إنّ تعلّق الأمر الاعتباري بالمردّد بل بالمعدوم جائز ، لكنّ بحثنا في العلم وهو من الاُمور الحقيقيّة .
ولا يخفى أن الامور الحقيقيّة منها ما هو متقوّم في ذاته بالغير ، ومنها ما ليس كذلك ، فمن الثاني : الشجاعة ، ومن الأول : العلم ، فإنه أمر حقيقي متقوّم بالغير ، وإذا كان كذلك ، كيف يكون ذلك الغير المتقوّم به مردّداً ، مع أنّ المردّد لا حقيقة له ولا وجود ؟
وبما ذكرنا أشكل المحقق الإصفهاني على الرأيين المذكورين ، وذهب إلى أنّ العلم الإجمالي ليس إلاّ العلم التفصيلي المنضمّ إليه الجهل ، فالفرق بينه وبين التفصيلي هو في ناحية المتعلّق ، حيث أنه في التفصيلي هو الخصوصيّة ، وفي الإجمالي هو الجامع الانتزاعي ، وهو عنوان « أحدهما » المنطبق على هذا وذاك .
وقد اختار الاستاذ هذا الرأي .
فهذا مطلب .
Menu