تكذيب ما نسب إليهم
أقول :
ولكنّ المحقق الخراساني يرى أن النسبة كاذبة(1) ، وأنّ الخلاف منهم ليس في كبرى حجيّة الدليل العقلي وإنما في الصغرى .
وهذا ما نصَّ عليه المحدّث النوري أيضاً ، فقد قال في جملة كلام له طويل :
إنّ ما نسب إلى أصحابنا الأخباريين من إنكارهم حجيّة القطع الحاصل من العقل ، خلاف ما يظهر من كلماتهم . وقد اشتهرت هذه النسبة في عصرنا بين طبقات أهل العلم ، والأصل في هذا الاشتهار كلام الشيخ الأعظم الأنصاري … .
قال :
ولكنّه معذور ، لأنه لم يكن عنده كتاب الفوائد ، وإنما نقله عن حاشية فخر المحققين محمّد تقي الإصفهاني على المعالم ، وكذا ما نقله عن السيّد الجزائري كما لا يخفى على من راجعهما(2) .
أقول :
لكنّ عبارة الاسترابادي في بداية الفصل هي :
الفصل الثاني : في بيان انحصار مدرك ما ليس من ضروريّات الدين من المسائل الشّرعية ، أصليةً كانت أو فرعيّة ، في السمّاع عن الصادقين عليهم السلام(3).
وعبارة صاحب الحدائق هي :
لا مدخل للعقل في شيء من الأحكام الفقهيّة ، من عبادات وغيرها ، ولا سبيل إليها إلاّ السّماع عن المعصوم عليه السلام ، لقصور العقل المذكور عن الاطّلاع عليها(4) .
فالظاهر أنّ الحق مع الشّيخ .
(1) كفاية الاصول : 270 .
(2) مستدرك الوسائل 9 / 303 ـ 318.
(3) الفوائد المدنية : 254 .
(4) الحدائق الناضرة 1 / 131 .