بيان المحقّق العراقي
وقد أتعب المحقق العراقي نفسه في حلّ الإشكال ، ومحصّل كلامه(1) هو :
إنَّ ما يتعلّق به الصفات النفسانية هو الصّور الذهنيّة وليس الخارج . فهذه هي المقدّمة الاولى .
والمقدّمة الثانية : إن الصّور متباينة ، ولا يعقل الاتحاد في الصور الذهنية .
والمقدّمة الثالثة : هي التضادّ بين الحبّ والبغض ، ومن المعلوم أنه يعتبر في اجتماع الضدين وحدة الموضوع ، ووحدة المرتبة بين الضدّين ، فمع تعدّد الموضوع أو اختلاف المرتبة لا يلزم الاجتماع .
والمقدّمة الرابعة : إن متعلّق الحكم هو الصّورة قبل الإرادة والمعصية ، فمرتبة الصّلاة ـ وهي متعلّق الوجوب ـ متقدّمة على مرتبة إرادة المكلّف لها … ويشهد بذلك تخلّل الفاء ، فنقول : كانت الصّلاة واجبةً عليّ فأردت الإطاعة .
وبعد ، فإنّ التجرّي والانقياد عنوانان منتزعان من إرادة المكلّف للعمل بعنوان المبغوضيّة أو المحبوبيّة للمولى ، فالتجرّي متأخّر عن مبغوضيّة قتل الصدّيق وعن محبوبيّة قتل العدو ، لكنّ متعلّق الحبّ هو الصّورة ، كما أن متعلّق البغض هو الصّورة ، والصور متباينة لا يعقل الاتحاد فيها ، فلا يلزم اجتماع المحبوبيّة والمبغوضيّة ، ولا الحبّ والبغض .
(1) نهاية الأفكار ق 1 ج 3 ص 35 .