الإشكال عليه
وأورد عليه الاستاذ بعد التسليم بأنّ المتعلّق هو الصّورة ، وأن الصّور متباينة ، لكن الصّورة فانية في الخارج ـ حسب تعبير القوم ـ أو مرئيّة خارجاً ـ حسب تعبيره هو ـ فكان متعلّق الحبّ والبغض ما يراه الإنسان موجوداً في الخارج وإنْ لم يكن موجوداً فيه حقيقةً ، وحينئذ يعود الإشكال ، لأنّ هذا الفعل الواحد المرئي خارجاً ، قد أصبح مجمعاً للعنوانين ، لكونه مصداقاً لقتل الصديق ولقتل العدو ، فاجتمعت المحبوبيّة والمبغوضيّة فيه ، كما اجتمع الحبّ والبغض في نفس المولى لهذا الفعل … فيلزم اجتماع الضدّين .
بل يلزم اجتماع النقيضين ، لأن قتل العدوّ ذو مصلحة ملزمة ، فهو واجب ، والمولى يريد تحقّقه ، لكنّ العمل الصادر من المكلّف مصداق لهتك المولى ، وهو يريد عدمه ، فاجتمع إرادة الوجود والعدم في الشيء الواحد .
لا يقال : يرتفع الإشكال بتعدّد الحيثيّة ، كما في باب اجتماع الأمر والنهي بناءً على الجواز .
للفرق بين المسألتين ، لأنّ تعدّد الحيثيّة هناك أفاد تعدّد الوجود ، فكان وجود الصّلاة غير وجود الغصب مثلاً ، أمّا هنا ، فإنّ القتل الواحد اجتمع فيه العنوانان ، فهو هو مبغوض ومحبوب ، وهو بنفسه مجمع المحبوبيّة والمبغوضيّة .
Menu