الإشكال على المقدمة الاولى
أمّا المقدّمة الاولى ، فقد يقال(1) بأنّ التجرّي إنما يكون قبيحاً لو صدر عن استخفاف بالمولى وأحكامه ، أمّا المخالفة للأحكام بالدواعي النفسانية ـ كما هو حال كثير من الفسّاق ـ فلا يصدق عليها عنوان التجري .
وفيه :
أوّلاً : إنّ الالتزام بعدم قبح ما صدر عن الدواعي النفسانيّة لا بقصد هتك المولى والاستخفاف به ، غير ممكن .
وثانياً : إنه مخالف لظواهر الأدلّة وما ورد في الأدعية .
وثالثاً : إنه ينافي ظاهر قوله تعالى ( وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ … )(2) فإنّه دالٌّ على أن كلّ مخالفة ظلم ، سواء كانت بقصد إهانة المولى أوْلا .
(1) درر الاصول (1 ـ 2) 337 .
(2) سورة الأنبياء : 87 .