إشكالات المحقق الإصفهاني
وقد ناقش المحقق الإصفهاني في ما ذكره في الجهة الاولى(1) :
أوّلاً : بأن العزم لا يمكن أن يتعنون بعنوان القبح ، لأن القبيح في نظر العقل هو الظلم ، والعزم على الظلم ليس بظلم ، فلا يعقل أن يكون موضوع حكم العقل بالقبح . وبعبارة اخرى : الظلم يصدر عن عزم وإرادة للظلم ، فالعزم ليس بظلم . وإذْ لا قبح فلا استحقاق للعقاب ، لأن العقل يحكم بالاستحقاق إن كان ظلماً ، وهنا عزم على الظلم وهو ليس بظلم ، لأنّ ملاك قبح الظلم هو لزوم المفسدة النوعية واختلال النظام العام ، وهو منتف عن مجرّد العزم .
وثانياً : إنّه لا شبهة في أن الهتك أمر اختياري ، ولولا القصد لم يتحقق الهتك ، وعليه ، فلا يمكن أن يكون مجرد القصد هتكاً ، وإلاّ لزم التسلسل ، لأن كونه هتكاً متقوّم بالقصد . إلاّ أن يقال بأن قصديّة القصد يتحقّق بنفس القصد ، لكن هذا يستلزم انحصار الاستحقاق بمورد الالتفات إلى قصد الهتك بالقصد ، فمن شرب المائع بعنوان أنه خمر لا يقصد بشربه هتك حرمة المولى ، وإنما يتحقق الهتك إن قصد الهتك ، وبذلك يكون متجريّاً . والحال أن صاحب الكفاية يرى أن مجرّد القصد والعزم هو الموضوع في جميع الموارد .
(1) نهاية الدراية 3 / 29 .