نقد الأُستاذ
وقد انتقد الشيخ الأُستاذ هذا الكلام بوجوه:
الأول: إنه قد صرّح بدلالة حرف الشرط على التعليق وأن الفاء تفيد الترتّب بين الشرط والجزاء، ومن الواضح أن «الترتّب» هو كون الشيء بعد الشيء و«التعلّق» هو الإرتباط بين الشيئين… والجماعة لا يقصدون إلاّ هذا.
والثاني: صحيح أن المناطقة يقسّمون الشرطية إلى اللزوميّة والاتفاقيّة ويمثّلون للقسم الثاني بمثل: إن كان الإنسان ناطقاً كان الحمار ناهقاً، ولكنْ هل هذا التقسيم حقيقي أو مجازي؟
والثالث: إن قولنا: «أكرم» مطلق منجّز، فإذا دخلت عليه أداة الشرط أصبح معلّقاً وكان وجوب الإكرام منوطاً بالمجيء، وهذه الإناطة والتعليق هي مفهوم أداة الشرط، لا مجرّد الفرض والتقدير كما هو ظاهر كلام هذا المحقق.
والرابع: إن الفاء تدلّ على الترتيب، لكنّ دلالة الجملة الشرطية على التعلّق والإناطة موجودة حتى مع عدم الفاء; فالذي يفيد الترتيب وقوع الجزاء عقب الشرط سواء وجدت الفاء أو لا.
وتلخص:
إن الدالّ على اللّزوم هو أداة الشرط.
Menu