طريق المحاضرات و نقده
وذهب السيد الخوئي في (المحاضرات)(1) إلى عدم إمكان إثبات المفهوم للقضية الشرطية إلاّ على مسلكه في بابي الإخبار والإنشاء، (قال): لقد ذكرنا في بحث الإنشاء والإخبار أن الجملة الخبرية موضوعة للدلالة على قصد المتكلّم الحكاية والإخبار عن ثبوت النسبة في الواقع أو نفيها عنه، وأنّ الجملة الإنشائية موضوعة للدلالة على إبراز الأمر الإعتباري النفساني في الخارج.
وعلى هذا، فإن الجملة الشرطية إذا كانت إخبارية فهي دالّة على قصد المتكلّم الحكاية والإخبار عن ثبوت شيء في الواقع على تقدير ثبوت شيء آخر لا على نحو الإطلاق والإرسال بل على تقدير خاص، فالنهار موجود على تقدير طلوع الشمس لا مطلقاً، ولازم هذه النكتة هو الانتفاء عند انتفاء التقدير الخاص، وهذا هو الدلالة على المفهوم.
وأما إذا كانت الجملة الشرطية إنشائيةً فهي على نوعين:
الأول: ما يتوقف الجزاء على الشرط تكويناً مثل: إنْ رزقت ولداً فاختنه.
والثاني: ما يتوقف عليه الجزاء اعتباراً.
أمّا الأول، فخارج عن محلّ الكلام.
وأمّا الثاني، مثل: إن جاءك زيد فأكرمه، فالدلالة على المفهوم فيه تامة على ما تقدّم، وحاصله: إن الجملة تفيد وجود اعتبار وجوب الإكرام في خصوص حال مجيء زيد وعلى هذا التقدير فقط، فإنه قد اعتبر المولى ذلك وأبرزه بهذا اللّفظ، فإذا انتفى المجيء انتفى وجوب الإكرام بالدلالة الالتزامية كما تقدّم سابقاً.
وأشكل عليه الأُستاذ بالنقض في الأوصاف، فإنه على مسلكه من الإعتبار والإبراز يكون الحكم معلّقاً على الصفة كما ذكر تماماً في الشرط.
(1) محاضرات في اصول الفقه 4 / 211.