طريق السيّد البروجردي
فسلك السيد البروجردي طريقاً آخر واختار أن مثل هذا الإستعمال لا هو حقيقة ولا هو مجاز، وهذا قسم ثالث من الاستعمالات، وحاصل كلامه: تطبيق مذهب السكّاكي ـ في خصوص الإستعارة ـ في جميع الاستعمالات المجازيّة، بدعوى أنّ اللّفظ مستعمل دائماً في معناه الموضوع له، فإنْ كان الموضوع له هو الموضوع للحكم سمّي الاستعمال حقيقياً أي ثابتاً على معناه، من حَقَّ بمعنى الثبوت، وإنْ تجاوز المعنى الموضوع له إلى معنىً آخر سمّي مجازاً، أي قد عَبَر المعنى إلى معنىً آخر، لكنْ بعناية ادّعاء الاتحاد بين المعنيين، فلفظ الأسد مستعمل في «الحيوان المفترس» ـ وهو الموضوع له ـ غير أنّ هذا المعنى معبر إلى «الرجل الشجاع» بملاك الاتحاد الادّعائي بينهما.
وأمّا في العام المخصّص، حيث يستعمل اللّفظ في الكلّ الموضوع له ويراد الجزء، فليس الاستعمال حقيقيّاً ولا مجازيّاً، لأنا قد استعملنا اللّفظ في معناه الموضوع له، لكنْ لم نقصده فلم يثبت عليه ولم نقصد به العبور إلى معنىً آخر ليكون مجازاً… اللّهم إلاّ أن ندّعي في الفرد الواحد من العلماء أنّه كلّ العلماء، فنقول: جاءني كلّ العلماء والمقصود هو وحده، فيكون مجازاً، لكنّ العمومات المخصّصة لا يوجد فيها مثل هذا القصد.
فهذا طريق هذا المحقق بعد الإشكال المذكور على صاحب (الكفاية)، وهو موجود في حاشية الإيرواني أيضاً.
Menu