تقريب الميرزا
وقد اختار الميرزا هذا المبنى بتقريب آخر فقال ما حاصله:
إن المطلوب في النواهي تارةً: خلوّ صفحة الوجود عن الشيء، وحينئذ يكون المتعلّق هو الطبيعة، كالتكلّم في الصّلاة، فإنه قد لوحظت الطبيعة وتعلّق بها النهي، أمّا ترك هذا الفرد أو ذاك منها، فهو من لوازم المطلوب.
وأُخرى: يكون على العكس، إذ يتعلّق بالفرد، وخلوّ صفحة الوجود عن الطبيعة لازم المتعلّق، كالنهي عن شرب الخمر، فإنه متعلّق بكلّ فرد فرد، فلو اطيع لزم خلوّ صفحة الوجود من شرب الخمر.
وغالب النواهي في الشريعة من قبيل القسم الثاني… أمّا موارد القسم الأوّل فقليلة، ومثاله تروك الإحرام والنهي عن المفطرات في الصّوم.