تفصيل الميرزا
وفصّل الميرزا النائيني(1) بما حاصله، إنّ الجملة تتعدّد بتعدّد النسبة، وهي تتعدّد بتعدّد الموضوع أو المحمول أو كليهما. وكذلك الحال في الجمل المتعقّبة بالاستثناء، فقد يقال: أكرم العلماء واحترمهم وأحسن إليهم إلاّ الفسّاق، فالموضوع واحد والمحمول متعدّد، وقد يقال: أكرم العلماء والشيوخ والسادات إلاّ الفسّاق منهم، فالموضوع متعدّد، وقد يقال: أكرم العلماء وأحسن إلى السادات وأطعم الفقراء إلاّ الفساق منهم، فكلاهما متعدّد.
ثم إنّ التعدّد بتعدّد الموضوع على نحوين، فقد يذكر الموضوع في صدر الكلام ويكون التعدّد بالضمير العائد إليه، كأن يقال: أكرم العلماء وأضفهم واحترمهم إلاّ الفساق منهم، وقد يتكرر الموضوع نفسه مثل: أكرم العلماء وأضف العلماء واحترم العلماء إلاّ الفساق منهم. فإنْ كان من قبيل الأول، فالاستثناء يتعلَّق بالكلّ، لأنّ الموضوع هو المستثنى منه، وقد جاء الاستثناء ليخصّصه والضمير ليس له مرجع سواه، فينعقد ظهور الكلام في الكلّ. وإن كان من قبيل الثاني، فإنّ الاستثناء من الجملة الأخيرة فقط.
أمّا إنْ كان الموضوع واحداً والحكم متعدّد، فالإستثناء يرجع إلى الكلّ كالصّورة الاولى من الصورتين المذكورتين.
وأمّا إنْ تعدّد الموضوع والمحمول كلاهما، فالإستثناء يرجع إلى الجملة الأخيرة فقط، لأنه مقتضى تعدّدهما.
(1) أجود التقريرات 2 / 375 ـ 377.