النظر في كلام الكفاية
وقد نوقشت النقاط المذكورة. أمّا الأولى: فبأنّه صحيح أنْ لم يرد خطاب آخر من المولى، لكنَّ المهم هو قيام الحجّة، فكما أنّ الصّادر منه حجّة كذلك الإجماع حجّة ـ كما هو المفروض ـ وحكم العقل حجّة، والسّيرة العقلائيّة الممضاة حجّة. فما ذكره من أن العام حجّة واحدة ولم يصدر من المولى شيء آخر، غير صحيح.
وأمّا الثانية: فدعوى صحة المؤاخذة أوّل الكلام، بل بالعكس، لأنّه قد انكشف بحكم العقل أو الإجماع كون العام مقيداً بغير العدوّ، فلم تقم الحجّة على الفرد المردّد حتى يصحّ المؤاخذة على الترك، لأن صحّة المؤاخذة فرع قيام الحجّة، كما هو واضح.
وأمّا الثالثة فكذلك… بل الصّحيح أنّ السّيرة العقلائيّة قائمة على التوقّف في مثل المقام.
Menu