ما معنى مادّة الأمر؟
قال تعالى: ( إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ…)(1) وفي الحديث: «إذا أمرتكم بشيء فأْتوا منه ما استطعتم»(2) ونحو ذلك ـ كتاباً وسنّةً ـ كثير، فما هو مدلول هذه المادّة؟ وهل المعنى واحد أو متعدّد؟
قيل: المعنى الموضوع له مادّة الأمر واحد وليس بمتعدّد، وعليه المحقّقان الميرزا والإصفهاني.
وقيل: لمادّة الأمر معان متعدّدة، فعدّ في (الكفاية) سبعة، وذكر بعض أكثر من عشرين معنى.
ثم أرجعوا تلك المعاني الكثيرة إلى معنيين، لكنّهم اختلفوا في تعيينهما:
قال صاحب (الفصول) هما: الطلب والشأن، وقوّى في (الكفاية) القول بأنّهما: الطلب والشيء، وقال السيد البروجردي: الطلب والفعل، وقيل: الطلب ومعنى أخص من الشيء وأعمّ من الفعل، وقيل بدل الطلب: إبراز الإعتبار النفساني.
هذه أهمّ الآراء في هذا المقام.
(1) سورة النحل: 92.
(2) غوالي اللآلي 4/58 برقم 206.