رأي المحاضرات في الصّيغ الانشائيّة
وذهب السيّد الخوئي في (المحاضرات)(1) إلى أنّ صيغة «إفعل» مبرزة للإعتبار النفساني، لا أنها موجدة له في وعاء الإعتبار ـ وهذا متّخذ من برهان المحقق الإصفهاني من أنّ الصيغة لا يمكن أن تكون سبباً للوجود مطلقاً ـ وأيضاً: فإن معاني الصّيغة مختلفة، لا أنها موضوعة لمعنى واحد والدواعي مختلفة… فالمعنى هو الإمتحان، والتهديد، والطّلب… فهو مخالف (للكفاية) في كلتا الجهتين…
وحاصل كلامه: إن صيغة إفعل حقيقةٌ في إبراز اعتبار الشيء في الذمّة، واستعمالها في موارد التعجّب والتهديد وغير ذلك، مجازي، ومعناها مختلفٌ وليس بواحد.
وخلاصة وجه هذا الرأي:
أوّلا: إنّ الامور الإعتبارية تحصل بمجرّد الإعتبار ومن دون حاجة إلى سبب، مع أنّ الألفاظ لا يمكن أن تكون أسباباً لمثل هذه الاُمور.
وثانياً: إنّ حقيقة الوضع هي «التعهّد» كما تقدَّم في محلّه، فكأنّ الشارع قد تعهّد ـ مثلا ـ أن يبرز اعتباره للصّلاة في ذمّة المكلّف بلفظ «صلّ»، وكذلك كلّ أمر بشيء، فإنّه متعهّد باستعمال صيغة «إفعل» لإبراز أمره وطلبه… وهذا هو المرتكز في الأذهان.
(1) محاضرات في أصول الفقه 2/130 ـ 131.