1 ـ المحقّق الخراساني :
يستفاد من كلام المحقق الخراساني ثلاثة وجوه للاستحالة :
أحدها : إن الإستعمال إفناء اللّفظ في المعنى ، وذلك لأن اللّفظ غير ملحوظ في ظرف الإستعمال ، بل اللّفظ فان في المعنى فناء المرآة في المرئي ، ولذلك يسري حسن المعنى وقبحه إلى اللّفظ ، وإذا كان هذا حقيقة الإستعمال ، فلا يمكن استعمال اللّفظ الواحد في أكثر من معنى ، لأن إفناء الواحد في الاثنين محال ، لأنه يستلزم إمّا وحدة الاثنين وإمّا تعدّد الواحد ، وكلاهما خلف .
والثاني : إن اللّفظ يكون في مقام استعماله في المعنى ملحوظاً باللّحاظ الآلي ، فإن لوحظ كذلك بالنسبة إلى أحد المعاني احتاج استعماله في المعنى الآخر إلى لحاظه بلحاظ آلي آخر ، إذ المفروض إفادته لكلّ من المعنيين على سبيل الإنفراد والإستقلال ، فيلزم اجتماع لحاظين آليّين على ملحوظ واحد ، وهو من اجتماع المثلين ، وهو محال .
والثالث : إنه في كلّ استعمال يلحظ اللَّفظ ، ولحاظه عين وجوده في الذهن ، وإذا كان المعنى المستعمل فيه اللّفظ متعدّداً ، لزم وجود الماهيّة الواحدة بوجودات متعددة ، وهذا محال .
Menu