الأوّل :
هل لكلّ علم موضوع ؟
أقوال ، فعن المشهور القول بذلك ، وظاهر عبارة ( الكفاية ) أنه مفروغ عنه بين العلماء .
وقد استدلّ القائلون به بوجهين :
أحدهما : إنّ في كلّ علم غرضاً ، والغرض أمر واحد هو معلولٌ لمسائله المختلفة ، لكنّ الموضوعات المتعدّدة المتباينة لا تؤثر أثراً واحداً ، فلابد من وجود جامع بينها ، ليكون هو العلة والمؤثر في حصول الغرض الواحد ، لأنّ الواحد لا يصدر إلاّ عن الواحد .
وقد حاول في ( المحاضرات ) إبطال هذا الاستدلال بما لا يخلو بعضه عن النظر .
والثاني : إنّ تمايز العلوم بتمايز موضوعاتها ، فلو لم يكن لكلّ علم موضوع واحد لتداخلت العلوم فيما بينها .
وهذا الوجه يبتني على كون تمايزها بالموضوعات ، لابالأغراض ولا المحمولات ، وهذا أوّل الكلام ، وسيأتي توضيح ذلك .
ولما أشرنا إليه من الكلام في الدليلين المذكورين لقول المشهور ، ذهب في ( المحاضرات ) إلى أنّه لا دليل على اقتضاء كلّ علم وجود الموضوع ، وأنّه لا حاجة إلى ذلك.
Menu