مناقشة الاستاذ
وأورد عليه شيخنا الاستاذ دام بقاه في كلتا الدورتين :
أولا : إن هذا الذي ذكره يتناسب مع مبنى أهل المعقول في حقيقة الوضع ، وهو : كون الألفاظ وجودات للمعاني ، ولا يناسب مبنى المحقق الإصفهاني من أن حقيقة الوضع هو جعل اللّفظ على المعنى ووضعه عليه في عالم الإعتبار .
وثانياً : إنا لو سلّمنا أن الوضع كون اللّفظ وجوداً جعليّاً للمعنى ، فإن إيجاد المعنى بالوجود الجعلي ليس إلاّ الإستعمال ، فلا محالة يكون الإنشاء نفس الإستعمال ، وإذا كان كذلك ، فإن الإستعمال إنما هو بداعي تفهيم المعنى للمخاطب ، وهذا هو حكمة الوضع ، فالوضع يكون مقدّمة للإستعمال ، والإستعمال مقدّمة لإحضار المعنى في ذهن المخاطب ، وإذا لم يكن وراء الإيجاد الجعلي ـ الذي هو عين الإستعمال ـ معنىً للّفظ ، فأيّ فائدة لهذا الإستعمال الذي لا يفيد المخاطب شيئاً ؟
وبعبارة اخرى ملخّصة : إنا في مقام الإستعمال نستخدم اللّفظ لإفهام المعنى ، وليس اللّفظ موجداً للمعنى ، وإذا لم يكن هناك إلاّ الإستعمال ، فأين المعنى المقصود إفهامه ؟
وبعبارة ثالثة : إذا كان الفرق بين الجملتين مجرّد الحكاية وعدمها ، لزم كون الإنشاء مجرّد التلفّظ ، وهذا ما لا يلتزم به أحد!
Menu