هنا ثلاثة آراء أساسيّة :
الأوّل : رأي المحقق الخراساني
قال : إنه لا اختلاف في المفهوم والمدلول بين لفظ « هذا » و « المفرد المذكّر » المشار إليه ، فالمفهوم الموضوع له فيها واحد ، وكذا المفهوم الموضوع له لفظ « أنت » فهو نفس المفهوم والمعنى في « المفرد المذكّر المخاطب » لكنّ الإشارة في الأوّل وخصوصيّة الخطاب في الثاني خارجان عن حدّ ذات المعنى الموضوع له ، غير أنّ الواضع اشترط أن يستعمل لفظ « هذا » مع الإشارة ، ولفظ « أنت » مع الخطاب ، فالخطاب والإشارة قيدان من الواضع في ظرف الإستعمال ، ومن الواضح أنّ ما يكون قيداً في ظرف الإستعمال ليس له دخل في المعنى الموضوع له .
إلاّ أن ظاهر كلامه ـ حيث بدأ به بكلمة « يمكن » ـ هو إمكان كون المخاطبيّة والمشارية جزءً من المعنى الموضوع له لفظة « هو » ولفظة « أنت »، إلاّ أنه لا دليل عليه في مقام الإثبات عنده .
وعلى الجملة ، فإنّه لا فرق في المعنى بين « هذا » و « المفرد المذكر » وكذا في « أنت » ، غير أنه متى ما أراد هذا المعنى لا مع الإشارة ، استعمل « المفرد المذكّر » وتحقّق مفهومه ، ومتى ما أراده مع الإشارة إليه استعمل « هذا » . تماماً كما في المعنى الحرفي ، مع فرق أنه لا إمكان هناك لأن يوضع للمعنى الملحوظ باللّحاظ الآلي ، ولذا افتتح كلامه هناك بكلمة « التحقيق » وهنا الإمكان موجود ، فعبّر بـ « يمكن » .
وعلى هذا ، يكون الموضوع له في هذه الموارد عاماً كالوضع.
Menu