القول بالوحدة الإعتباريّة :
وأمّا القول بالوحدة الإعتباريّة ، فقد جاء في ( نهاية الدراية ) ـ لدى الجواب عن إشكال صاحب ( الكفاية ) على قول المشهور بلزوم كون كلّ باب من أبواب علم واحد بل كلّ مسألة منه علماً برأسه لتمايز موضوعاتها ـ ما حاصله : إن تمايز العلوم يمكن أن يكون بالموضوع الجامع بين المسائل ، لأن العلم عبارة عن مركّب اعتباري من قضايا متعدّدة بينها وحدة اعتبارية ، والموضوع الجامع بين مسائله هو المايز بينه وبين غيره من العلوم ، ولا يلزم من ذلك أن يكون كلّ باب أو كل مسألة علماً على حدة ، لوجود نوع سنخيّة بين أبواب كلّ علم ، بالإضافة إلى اشتراكها جميعاً في تحصيل الغرض الواحد .
وقد أجاب عنه شيخنا الاستاذ بأنّه ـ في الحقيقة ـ التزام بما جاء في ( الكفاية ) وليس جواباً عنه ، إذ اللاّزم حينئذ هو التحقيق عن منشأ تلك الوحدة والتعدّد ، وأنها لوحدة الموضوع وتعدّده أو لوحدة الغرض وتعدّده .
Menu