سيّدنا عليّ في خلافة عمر
وافتتح هذا الفصل بذكر أشياء جعلها مناقب لعمر.. فجميع ما أورده ـ من الصفحة 97 إلى الصفحة 114 ـ لا علاقة له بموضوع كتابه، فلا نعلّق عليه بشيء، وإنْ كان لنا هنا كلام كثير… والقدر الذي له صلة بالموضوع ما ذكره في الصفحة 103:
]17[ «وكان عليّ لسيّدنا عمر ناصحاً أميناً، وقاضياً في المعضلات، حكيماً بفضّ المشكلات ويزيح الشبهات، حتّى عن سيّدنا عمر أنّه قال: (لولا عليّ لهلك عمر) واشتهر في التاريخ والاَْدب، وذهب مثلا: (قضية ولا أبا حسن لها) وروي عن النبي صلّى اللّه عليه ]وآله [وسلّم أنّه قال: أقضاهم عليّ، وقد استخلفه عمر عند رحيله إلى القدس، وقد زوّجه عليّ بنته أُمّ كلثوم، وهو دليل على إكرامه له وارتباطه به».
أقول:
أوّلا: الكلمات المشهورة التي قالها عمر في حقّ عليٍّ، إنْ دلّت على شيء، فإنّها تدلّ على جهله بالاَْحكام الشرعيّة، وتحيّره أمام المشكلات العلمية، والقضايا الطارئة… فكان الاَْولى بالمؤلّف ـ الّذي يريد ـ كما قال في المقدّمة ـ أن يدرس سيرة أمير المؤمنين عليه السلام وما امتاز به من خصائص ومواهب دراسة تاريخية محايدة… ـ أن يصرّح بما قلناه، لا أنْ يصوّر عليّاً عليه السلام كقاض من قضاة حكومة عمر…!
وثانياً: إنّ عليّاً عليه السّلام ـ الذي كان يعتقد في عمر ما رواه مسلم في صحيحه كما تقدّم ـ كان لا يرى عمر خليفة حقٍّ عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله حتى يكون له مناصحاً أميناً… وإنّما كان يحفظ الإسلام والشريعة من التلاعب والتحريف بقدر الإمكان.
وثالثاً: لقد حقّق غير واحد من المحقّقين خبر تزويج عليٍّ عليه السّلام ابنتَه من عمر، وظهر أنْ لا واقعية لِما ينقل في بعض الكتب حول هذا الخبر، ولنا رسالة مفردة في هذا الموضوع وهي مطبوعة.
ورابعاً: هناك موارد كثيرة عَلَّمَ الإِمامُ عليه السلام ـ وهو باب مدينة العلم ـ عمرَ بن الخطّاب وجهَ الحقّ والصواب، لئلاّ تنتهي تصرّفاته عن جهل بالاُْمور إلى وهن الإِسلام وخذلان المسلمين، وهذه حقائق لا ينكرها أحد من المسلمين.
Menu