الدلالة
قال العلاّمة الحلّي طاب ثراه في نزول سورة الدهر ودلالتها على إمامة أميرالمؤمنين عليه السّلام: « وهي تدلّ على فضائل جمّة لم يسبقه إليها أحد ولا يلحقه أحد، فيكون أفضل من غيره، فيكون هو الإمام ».
فقال ابن تيميّة في الجواب:
« إنّ هذا الحديث من الكذب الموضوع باتّفاق أهل المعرفة بالحديث، الّذين هم أئمّة هذا الشأن وحكّامه، وقول هؤلاء هو المعوّل في هذا الباب، ولهذا لم يُروَ هذا الحديث في شيء من الكتب التي يرجع إليها في النقل، لا في الصحاح ولا في المسانيد ولا في الجوامع ولا السنن، ولا رواه المصنّفون في الفضائل وإن كانوا قد يتسامحون في رواية أحاديث ضعيفة…
إنّ الدلائل على كذب هذا كثيرة، منها: إنّ عليّاً إنّما تزوّج فاطمة بالمدينة… وسورة (هَلْ أَتَى) مكّيّة باتّفاق أهل التفسير والنقل، لم يقل أحد منهم إنّها مدينّة »(1).
أقول:
قد أشرنا إلى أنّ الأصل في الاعتراضين السابقين هو: ابن تيميّة، كما أشرنا إلى أنّ العمدة هو الاعتراض الأوّل منهما، وذلك، لأنّ كون السورة مكّية من أهمّ الأدلّة على دعوى كذب الحديث… كما في هذا الكلام…
(1) منهاج السُنّة 7/177 ـ 179، الطبعة الحديثة.