يوم الغدير عيد
وروى الشيخ الكليني والشيخ الصدوق والشيخ الطوسي بأسانيدهم عن الحسن بن راشد عن أبي عبداللّه عليه السلام قال:
«قلت: جعلت فداك، للمسلمين عيد غير العيدين؟
قال: نعم يا حسن! أعظمهما وأشرفهما.
قلت: وأيّ يوم هو؟
قال: هو يوم نصب فيه أمير المؤمنين عليه السلام علماً للناس.
قلت: جعلت فداك! وأيّ يوم هو؟
قال: أن الأيّام تدور، وهو يوم ثمانية عشر من ذي الحجة.
قلت: جعلت فداك! فما ينبغي لنا أن نصنع فيه؟
قال: تصومه ـ بأحسن ـ وتكثر الصلاة على محمّد وآله وتبرء إلى اللّه عزوجل ممّن ظلمهم، فإن الانبياء ـ صلوات اللّه عليهم ـ كانت تأمر الأوصياء باليوم الذي كان يقام فيه الوصي أن يتّخذ عيداً.
قلت: فما لمن صامه؟
قال: صيام ستّين شهراً»(1).
أقول: وكيف لا يكون اليوم الذي أكمل فيه الدين وأتمّ النعمة… عيداً…؟
ولقد هنّأ الأصحاب ـ وعلى رأسهم الشيخان ـ أمير المؤمنين عليه السلام بنصب النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم إيّاه علماً للناس… وقد روى حديث التهنئة أعلام الأئمة من أهل السنّة… ولا يحصون كثرةً… نذكر منهم:
أحمد بن حنبل في المسند، والطبري في تفسيره، والخطيب البغدادي، وابن حجر المكي فى الصواعق، محب الدين الطبري في الرياض النضرة، والمتقي في كنز العمال…(2).
وقد عدّ البيروني في الآثار الباقية(3) يوم الغدير ممّا استعمله أهل الإسلام من الأعياد.
وقال ابن طلحة الشافعي في مطالب السئول: «صار ذلك اليوم عيداً».
وسمّاه قاضي القضاة ابن خلكان الشافعي في غير موضع من كتابه (وفيات الأعيان) عيداً… .
وأسأل اللّه عزّوجلّ التوفيق للسير على طريق الحق والثبات على الصراط المستقيم وأداء ما أوجبه اللّه تعالى علينا في هذا السبيل.
وصلّى اللّه على محمّد وآله الطاهرين.
(1) الكافي 4 / 148، من لا يحضره الفقيه 2 / 90، التهذيب 4 / 5 .
(2) مسند أحمد 4 / 281، تفسير الطبري 3 / 428، تاريخ بغداد 8 / 290، الصواعق المحرقة: 26، الرياض النضرة 2 / 169، وكنزالعمال 6 / 397.
(3) الآثار الباقية: 334.