الآية الثانية
(الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتي وَرَضيتُ لَكُمُ اْلإِسْلامَ دينًا)(1).
نزلت هذه الآية بعد أن فرغ النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم من الخطبة وبايع الحاضرون أمير المؤمنين عليه السلام.
روى الشيخ محمّد بن يعقوب الكليني بسنده عن الإمام محمّد ابن علي الباقر عليه السلام، في حديث خطبة أمير المؤمنين عليه السلام، وهي خطبة الوسيلة، وهي طويلة، يقول فيها عليه السلام:
«ثمّ صار إلى غدير خم، فأمر فأصلح له مثل المنبر، ثمّ علاه وأخذ بعضدي حتّى رئي بياض إبطيه، رافعاً صوته، قائلا في محفله: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.
وكانت على ولايتي ولاية اللّه، وعلى عداوتي عداوة اللّه. وأنزل اللّه: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتي وَرَضيتُ لَكُمُ اْلإِسْلامَ دينًا).
فكانت ولايتي كمال الدين ورضا الربّ جلّ ذكره»(2).
أقول:
وروى نزول الآية في الغدير من كبار حفّاظ أهل السنّة وأعلام علمائهم: ابن مردويه، أبو نعيم، ابن المغازلي، الموفّق المكي، أبو حامد الصالحاني، الحمويني…(3).
(1) سورة المائدة: الآية 3.
(2) الكافي 8 / 27.
(3) المناقب لابن المغازلي: 18، المناقب للخوارزمي: 80، فرائد السّمطين 1 / 74… .