أمرُ الإمامة إلى اللّه
وقبل الدخول في البحث نقول: إنّ الإمامة عهدٌ كالنبوّة، فهي بيد اللّه، ولا تنال إلاّ من شاء اللّه أنْ تنالَه، وإنّ اللّه لم يفوّض أمرها إلى النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم فضلاً عن الاُمّة… وهذا ما دلّت عليه الأدلّة المتينة والبراهين الرصينة من الكتاب والسُنّة وغيرهما… ونصّ عليه النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم في أحرج ظروفه وأحواله، وأحوج أيّامه إلى من ينصره ويعاضده… فقد ذكر أصحاب السيّر: أنّ النبي صلّى اللّه عليه وآله لَمّا عرض نفسه على بعض القبائل قيل له:
«أرأيت إنْ نحن بايعناك على أمرك ثم أظهرك اللّه على من خالفك أيكون لنا الأمر من بعدك؟».
فأجاب: «الأمر إلى اللّه يضعه حيث شاء»(1).
فمن ذا الذي شاء اللّه أنْ يكون له الأمر؟ ومتى شاء؟
(1) انسان العيون في سيرة الأمين المأمون 2 / 154.