مقدّمة البحث
يقول الدكتور:
«قال تعالى: (يا أيّها النبي قل لأزواجك…) فهذه الآيات الخمس في نساء النبي كما يبدو، ولكنّ جدلا كثيراً دار حول عجز الآية الثالثة والثلاثين:
(إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً).
وهذا الجزء يطلق عليه اسم آية التطهير.
ويرى إخواننا الشيعة الجعفرية الاثنا عشرية أن عجز الآية لا صلة له بما قبله ولا بما بعده، وإنّما هو خاص بالنبي صلّى اللّه عليه ]وآله [وسلّم والسيدة فاطمة الزهراء وعلي بن أبي طالب وابنيهما الحسن والحسين ـ رضي اللّه تعالى عنهم جميعاً ـ وأنّه يدل على عصمتهم، ومن ثمَّ يستدلون به على مذهبهم في الإمامة.
فاستدلالهم ينبني على نقاط ثلاث هي:
تحديد المراد بأهل البيت في الآية الكريمة.
ثم دلالة الآية على عصمتهم.
وأخيراً التلازم بين العصمة والإمامة.
وقد ذهبوا إلى أن المراد بأهل البيت هم هؤلاء الخمسة فقط مستدلّين بشيئين:
الأول: الخطاب في قوله تعالى: (عَنكُمُ) و(يُطَهِّرَكُمْ) بالجمع المذكّر، يدل ـ كما يقولون ـ على أنّ الآية الشريفة في حقّ غير زوجات رسول اللّه صلّى اللّه عليه ]وآله[ وسلّم وإلاّ فسياق الآيات يقتضي التعبير بخطاب الجمع المؤنّث، أي: عنكن ّ، ويطهّركنّ.
فالعدول عنهما إلى الخطاب بالجمع المذكر يشهد بأن المراد من أهل البيت غير الزوجات.
الثاني: أخبار تدل على أنها في الخمسة الأطهار».