كلام القرطبي:
ثم نقل الدكتور كلام القرطبي قائلا:
«وقال القرطبي: قوله تعالى: (وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ) هذه الألفاظ تعطي أن أهل البيت نساؤه. وقد اختلف أهل العلم في أهل البيت من هم؟ فقال عطاء وعكرمة وابن عباس: هم زوجاته خاصة لا رجل معهنّ. وذهبوا الى أن البيت اريد به مساكن النبي صلّى اللّه عليه ]وآله[ وسلّم لقوله تعالى: (وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ). وقالت فرقة ـ منهم الكلبي ـ هم: علي وفاطمة والحسن والحسين خاصة. وفي هذا أحاديث عن النبي صلّى اللّه عليه ]وآله [وسلّم. واحتجوا بقوله تعالى: (لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ)، باليم، ولو كان للنساء خاصة لكان: عنكن ويطهر كنّ. إلاّ انه يحتمل أن يكون خرج على لفظ الاهل، كما يقول الرجل لصاحبه: كيف أهلك؟ أي: امرأتك ونساؤك. فيقول: هم بخير. قال تعالى: (أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ رَحْمَتُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ).
والذي يظهر من الآية أنّها عامّة في جميع أهل البيت من الأزواج وغيرهم، وإنما قال: ويطهّركم، لأن رسول اللّه صلّى اللّه عليه ]وآله [وسلّم وعليّاً وفاطمة وحسناً وحسيناً كان فيهم، وإذا اجتمع المذكر والمؤنّث غلب المذكر. فاقتضت الآية أن الزوجات من أهل البيت، لأن الآية فيهنَّ، والمخاطبة لهن، يدل عليه سياق الكلام. واللّه أعلم».
أقول:
لقد ارتضى الدكتور ما قال القرطبي… ولم يلتفت الى التناقض الموجود فيه!
إنه قال: «وقد اختلف أهل العلم في (أهل البيت) من هم؟ فقال عطاء وعكرمة وابن عباس: هم زوجاته خاصة لا رجل معهنّ، وذهبوا إلى أن البيت أريد به مساكن النبي صلّى اللّه عليه ]وآله [وسلّم لقوله تعالى (وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ). وقالت فرقة ـ منهم الكلبي ـ : هم علي وفاطمة والحسن والحسين خاصة. وفي هذا أحاديث عن النبي صلّى اللّه عليه ]وآله[ وسلّم».
فقال في القول باختصاص الآية بالخمسة الأطهار «في هذا أحاديث عن النبي عليه السلام» ولم يُسند القول الآخر إلى النبي ولو بحديث ضعيف!!
ففي القول باختصاص قوله تعالى (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ…)… وعلينا أن نطيع النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم في ما قال وفعل، فأيّ معنى للسؤال: «فكيف صار في الوسط كلاماً منفصلا لغيرهنّ…»؟!
Menu