كلام ابن كثير:
قال الدكتور: «والحافظ ابن كثير ذكر الآية الكريمة وقال: إنها نص في دخول أزواج النبي صلّى اللّه عليه ]وآله[ وسلّم في أهل البيت ههنا، لأنهنّ سبب نزول هذه الآية، وسبب النزول داخل فيه قولا واحداً، إما وحده على قول، أو مع غيره على الصحيح.
وذكر أخبار الطبري وأخباراً أُخرى، ثم ذكر حديثاً في صحيح مسلم عن زيد بن أرقم، قال: قام فينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه ]وآله [وسلّم يوماً خطيباً بماء يدعى خمّاً بين مكة والمدينة، فحمد اللّه تعالى وأثنى عليه ووعظ وذكّر ثم قال: أما بعد، أيها الناس، فإنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأُجيب وأنا تارك فيكمالثقلين، أوّلهما كتاب اللّه تعالى وفيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب اللّه واستمسكوا به. فحثّ على كتاب اللّه عزوجل ورغّب فيه ثم قال: وأهل بيتي. أُذكّركم اللّه في أهل بيتي، أُذكّركم اللّه في أهل بيتي. ثلاثاً. فقال له حصين: ومن أهل بيته يا زيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: نساؤه من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده. قال: ومن هم؟ قال: هم آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس، رضي اللّه عنهم.
وذكر ابن كثير رواية مسلم الأُخرى عن زيد أيضاً بنحو ما تقدم وفيها: فقلت له: من أهل بيته؟ نساؤه؟ قال: لا وأيم اللّه، إنّ المرأه تكون مع الرجل العصر من الدهر ثم يطلّقها فترجع إلى أبيها وقومها. أهل بيته أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده.
ثم قال ابن كثير: هكذا وقع في هذه الرواية. والأولى أولى والأخذ بها أحرى. وهذه الثانية تحتمل أنه أراد تفسير الأهل المذكورين في الحديث الذي رواه، إنما المراد بهم آله الذين حرموا الصدقة. أو أنه ليس المراد بالأهل الأزواج فقط بل هم مع آله. وهذا الاحتمال أرجح جمعاً بينها وبين الرواية قبلها. وجمعاً أيضاً بين القرآن والأحاديث المتقدّمة إن صحت، فإن في بعض أسانيدها نظراً. واللّه أعلم.
قال الدكتور: «ويؤيّد هذا الاحتمال الذي ذكره ابن كثير: أن السؤال في الحديث الأول فيه من التبعيضية «أليس نساؤه من أهل بيته»؟ وفي رواية مماثلة عن زيد أيضاً في مسند الامام أحمد: قال حصين: ومن أهل بيته يا زيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: إن نساءه من أهل بيته ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده. فهنا تأكيد أن نساءه من أهل بيته».
أقول:
1 ـ أمّا أنّ الآية «نص في دخول أزواج النبيّ…» فينبني على كونهنّ «سبب نزول هذه الآية» وهذا أوّل الكلام.. إذ إنّ «آية التطهير» نازلة في قضية خاصّة وواقعة معينّة… كما أفادت النصوص الصحيحة الواردة عن أزواج النبي وكبار الصحابة.
2 ـ وأمّا أن ابن كثير ذكر أخبار الطبري وأخباراً اخرى. فقد تقدمت نصوص تلك الأخبار كلّها، ولكن الدكتور لم يذكر شيئاً منها!!… وكان من جملة ما رواه ابن كثير حديث الكساء عن عائشة وطلبها الدخول معهم وقول النبي لها: «تنحَّي»!! والحديث عن الامام السبط الحسن الصريح في اختصاص الآية بالخمسة الأطهار، وكذا عن الامام السجاد زين العابدين.
3 ـ لكنّ الدكتور أورد حديث الثقلين بلفظه! ويقصد من ورائه إثبات أنّ «الأزواج» من «أهل البيت» على ضوء قول زيد بن أرقم؟!
4 ـ لكنه وابن كثير وجدا المنقول عن زيد بن أرقم مختلفاً متعارضاً، ففي رواية: «نساؤه من أهل بيته» وفي اخرى يقول: «لا وأيم اللّه، إنّ المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ثم يطلّقها فترجع إلى أبيها وقومها» فوقعا في مأزق.
5 ـ فالتجأ إلى الاحتمال!!
6 ـ لكنّ «الدكتور» أعرض عمّا ذكره الامام الطحاوي بزعم «إنه مجرّد احتمالات» وهنا يبني كلامه على «الاحتمال» ويستنتج أن نساءه من أهل بيته.
Menu