ترجمة عبدالرحمن بن صالح:
أقول:
أمر «الدكتور» بالرجوع إلى «تهذيب التهذيب»(1) ونحن نرى ذكر العبارة كاملةً لنعرف الرجل معرفةً تامةً(2)، قال:
«وعنه: إبراهيم بن إسحاق الجزري، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وعباس الدوري، وعبداللّه بن أحمد الدورقي، وعثمان بن خرزاذ، ومحمّد بن غالب تمتام، ويعقوب بن سفيان، وأبو قلابة الرقاشي، وأحمد بن علي البربهاري، وأبو بكر ابن أبي خيثمة، وابراهيم بن فهد، وعبداللّه بن أحمد بن حنبل، وأبو يعلى أحمد ابن علي بن المثنى، وآخرون.
قال يعقوب بن يوسف المطوعي: كان عبدالرحمن بن صالح رافضيّاً يغشى أحمد بن حنبل فيقرّبه ويدنيه فقيل له فيه، فقال: سبحان اللّه رجل أحب قوماً من أهل بيت النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وهو ثقة. وقال سهل بن علي الدوري: سمعت يحيى بن معين يقول: ]يقدم [عليكم رجل من أهل الكوفة يقال له عبدالرحمن بن صالح، ثقة صدوق شيعي لأن يخرّ من السماء أحب إليه من أن يكذب في نصف حرف. وقال محمّد بن موسى البربري: رأيت يحيى بن معين جالساً في دهليزه غير مرة يكتب عنه. وقال الحسين بن محمّد بن الفهم: قال خلف بن سالم لابن معين: نمضي إلى عبدالرحمن بن صالح؟ فزجره وقال: عنده سبعون حديثاً ما سمعت منها شيئاً. وقال ابن محرز عن ابن معين: لا بأس به. وقال أبو حاتم: صدوق. وقال موسى بن هارون: كان ثقةً وكان يحدّث بمثالب أزواج رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وأصحابه. وقال في موضع آخر: خرقت عامة ما سمعت منه. وقال أبو القاسم البغوي: سمعته يقول: أفضل هذه الأمّة بعد نبيّها أبو بكر وعمر. وقال عبدالمؤمن بن خلف عن صالح بن محمّد: كوفي إلاّ أنه كان يقرض عثمان. وقال علي بن محمّد بن حبيب عن صالح ابن محمّد: صدوق. وقال الآجري عن أبي داود: لم أر أن اكتب عنه، وضع كتاب مثالب في أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم. قال: وذكره مرة اخرى فقال: كان رجل سوء. وذكره ابن حبّان في الثقات. وقال ابن عدي: معروف مشهور في الكوفيين لم يذكر بالضعف في الحديث ولا اتّهم فيه إلاّ أنه محترق فيما كان فيه من التشيع. وقال الحضرمي وغيره: مات سنة 235».
1 ـ «كان يغشى أحمد بن حنبل فيقرّبه ويدنيه، فقيل له فيه، فقال: سبحان اللّه، رجل أحب قوماً من أهل بيت النبي وهو ثقة» فأحمد كان مع علمه بعقيدة الرجل «يقرّبه ويدنيه» ويجيب عما قيل فيه ويدافع عنه.
و «الدكتور» لم ينقل هذا أصلا.
كما أنّ ابن حجر ـ أو الطابع لكتابه ـ حرّف كلام أحمد، إذ العبارة هي: «سبحان اللّه، رجل أحب قوماً من أهل بيت النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم نقول له لا تحبّهم؟! هو ثقة»(3).
2 ـ شهادة يحيى بن معين بثقته وصدقه وأنه «لأن يخرّ من السماء أحبّ إليه من أن يكذب في نصف حرف» و«يحيى بن معين» هو هو في الجرح والتعديل عندهم.
وهذا أيضاً أسقطه «الدكتور»!
3 ـ شهادة أبي حاتم بصدقه.
وهذا أيضاً أسقطه «الدكتور».
وقال الحافظ الذهبي عن أبي حاتم: أنّه «إذا وثّق رجلا فتمسّك بقوله، فإنّه لا يوثّق إلاّ رجلا صحيح الحديث»(4).
4 ـ توثيقات الآخرين.
5 ـ وأنّ السبب في تكلّم البعض فيه هو «التشيّع» وأنه «كان يحدّث بمثالب الأزواج والأصحاب». وقد عرفنا أنّ هذا لا يوجب الطرح. لا سيّما وقد علمنا أنّه «لا يكذب في نصف حرف».
6 ـ ولما ذكرنا قال الحافظ بترجمته: «صدوق، يتشيّع»(5).
(1) تهذيب التهذيب 6 / 178، تهذيب الكمال 17 / 177.
(2) ولنعرف «الدكتور» ونقدّر سعيه في العلم والتحقيق!
(3) تهذيب الكمال 17 / 180.
(4) سير أعلام النبلاء 13 / 247.
(5) تقريب التهذيب 1 / 484.