الحديث الرابع و العاشر:
قال الدكتور: «وروى عدّة روايات عن أُمّ المؤمنين أُمّ سلمة ـ رضي اللّه عنها ـ قالت: «كان النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم عندي، وعلي وفاطمة والحسن والحسين، فجعلت لهم خزيرة، فأكلوا وناموا، وغطّى عليهم عباءة أو قطيفةً ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي، أذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً.
وفي رواية اُخرى: أنه صلّى اللّه عليه ]وآله[ وسلّم أجلسهم على كساء، ثم أخذ بأطرافه الأربعة بشماله، فضمه فوق رؤوسهم، وأومأ بيده اليمنى إلى ربه فقال: هؤلاء أهل بيتي، فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً.
وهاتان الروايتان تتّفقان مع رواية الامام مسلم عن أُمّ المؤمنين عائشة في دخول الخمسة في الآية. ولكنّ هذا لا يحتّم عدم دخول غيرهم».
أقول:
وهنا ملاحظات:
الأُولى: إنه لم يناقش في سند الحديثين.
والثانية: إنه أورد الحديث الأول بلفظه الكامل. أمّا الحديث الثاني فقد نقصه ولم يذكر منه مورد الحاجة! والحديث هو:
«عن أبي هريرة، عن أُمّ سلمة، قالت: جاءت فاطمة إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ببرمة لها قد صنعت فيها عصيدةً تحملها على طبق، فوضعته بين يديه فقال: أين ابن عمّك وابناك؟ فقالت: في البيت. فقال: أدعيهم. فجاءت إلى علي فقالت: أجب النبي صلّى اللّه عليه ]وآله [وسلّم أنت وابناك. قالت أُمّ سلمة: فلمّا رآهم مقبلين مدّ يده إلى كساء كان على المنامة، فمدّه وبسطه وأجلسهم عليه، ثم أخذ بأطراف الكساء الأربعة بشماله فضمّه فوق رؤوسهم، وأومأ بيده اليمنى إلى ربّه فقال: هؤلاء أهل البيت، فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً».
والثالثة: إن قوله: «ولكنّ هذا لا يحتّم عدم دخول غيرهم» مردود بما جاء في نص الحديث العاشر، فالنبيّ صلّى اللّه عليه ]وآله [وسلّم أمر فاطمة باحضار علي وابنيه، وأجلسهم على الكساء… ولم يقل لأمّ سلمة ـ الحاضرة في الدار ـ شيئاً، كما أنها لم تطلب الجلوس على الكساء معهم أصلا… .
فظهر السبب في عدم إيراد «الدكتور» الحديث بكامله!!
Menu