3 ـ لماذا لم يأخذ علي فدكاً حين خلافته؟
لقد ورد عن أمير المؤمنين أنّه كتب إلى سهل بن حنيف كتاباً جاء فيه:
«بلى، كانت في أيدينا فدك من كلّ ما أظلّته السماء، فشحّت عليها نفوس قوم وسخت عنها نفوس آخرين، ونعم الحكم اللّه، وما أصنع بفدك وغير فدك والنفس مظانّها في غد جدث . . .»(1).
وروى الشيخ أبو جعفر ابن بابويه القمّي بسنده عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه (عليه السلام)قال: «قلت له: لِمَ لم يأخذ أمير المؤمنين (عليه السلام) فدك لمّا ولي الناس، ولأي علّة تركها؟ فقال:
لأنّ الظالم والمظلوم كانا قدما على اللّه عزّ وجلّ، وأثاب اللّه المظلوم وعاقب الظالم، فكره أنْ يسترجع شيئاً قد عاقب اللّه عليه غاصبه وأثاب عليه المغصوب»(2).
(1) نهج البلاغة: 417.
(2) علل الشرائع: 1 / 185 ح 1.