وكذلك كانت ـ وما زالت ـ بحوث هذه الطائفة في قضايا صدر الإسلام بصورة عامّة، وفي قضايا الزهراء بضعة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) بصورة خاصّة، ومن أهمّها قضيّة فدك.
سبب الاهتمام بقضايا الزهراء عليها السلام
وكان اهتمامنا بقضايا الزهراء (عليها السلام) لسببين:
الأوّل: عصمة الزهراء الطاهرة الثابتة بالكتاب والسنّة، ومكانتها عند اللّه ورسوله والمؤمنين.
والثاني: ارتباط قضاياها بمسألة الإمامة والخلافة بعد رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم)ارتباطاً وثيقاً جدّاً.
كما أنّ الاهتمام بخصوص فدك من الزهراء نفسها وأئمّة أهل البيت وشيعتهم، منذ اليوم الأوّل، لم يكن لمجرّد كونها بستاناً أو مزرعةً لها قيمتها المادية الفائقة وغلاّتها الوافرة في ذلك الزمان، وإنّما كان الغرض هو الإعلان عن أمر آخر يتعلّق بأصل الدين ومصير المسلمين إلى يوم القيامة.
لكنّك أردت البحث عن هذه القضيّة بقطع النظر عن مكانة الزهراء البتول وقلت: «لنكن حياديين هاهنا، ولننسى أنّ المطالب امرأة نحبّها ونجلّها لأنّها بنت نبيّنا (صلى الله عليه وآله وسلم)، وأنّ لها من المكانة في نفوسنا وعند اللّه عزّ وجلّ ما لها، والطرف الآخر هو أبو بكر، وهو عدوّ للشيعة، وما دام عدوّاً فكلّ الشرّ فيه، وكلّ الخطأ في رأيه، بل لنقول: قول وفعل محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) فوق كلّ قول وفعل من كلّ أحد . . .».
أقول: فلننظر في القضيّة و«لنكنْ حياديين» و«لننسى أنّ المطالب امرأة نحبّها ونجلّها» لها مكانتها، ولننسى خصوصيّات «فدك» من موقعها الجغرافي ومساحتها ومواردها . . . أمّا بالنسبة إلى علاقة الموضوع وارتباطه بمسألة الإمامة والولاية فنكتفي بالإشارة إلى أنّه: