تنبيهٌ على حديث موضوع:
وإنّه لمن الصعب على القوم أن تغادر بضعة رسول اللّه الدنيا بهذه الأحوال، وإنّه ليشقّ عليهم أن تدفن ولا يحضر جنازتها أبو بكر وأصحابه، ولا يصلّي عليها وهو خليفة أبيها بزعمهم . . . ولذلك عمد بعضهم إلى وضع حديث، وعلى لسان ذرّيّتها، بحضور أبي بكر وصلاته عليها، حتّى إنّه كبّر أربعاً… !!
إلاّ أنّ من حسن الحظّ أنْ ينصّ مثل ابن حجر العسقلاني على بطلان هذا الحديث، وإليك نصّ كلامه بترجمة عبد اللّه بن محمّد بن ربيعة بن قدامة القدامي المصّيصي، قال: «أحد الضعفاء، أتى عن مالك بمصائب، منها:
عن جعفر بن محمّد، يرويه عن أبيه الباقر، عن جدّه قال: توفّيت فاطمة ليلاً، فجاء أبو بكر وعمر وجماعة كثيرة، فقال أبو بكر لعلي: تقدّم فصلّ. قال: لا، لا واللّه، لا تقدّمت وأنت خليفة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم. فتقدّم أبو بكر وكبّر أربعاً»(1).
(1) لسان الميزان 3 / 334.