المطالبة بفدك نحلةً و إقامة البيّنة
ولمّا جاءته معترضةً على ما فعل، مطالبةً بملكها، طالبها بالبيّنة على كون فدك ملكاً لها، نحلةً من أبيها!
إنّه قد تقرّر في الشريعة الاسلاميّة ـ على جميع فرقها ونحلها ـ أنّ صاحب اليد لا يطالب بالبيّنة، بل البيّنة على من يدّعي خلاف مقتضى اليد، وهذا أمر ضروري يعلمه أقلّ الطلبة في الشريعة، فإنْ كان أبو بكر يعلم بهذا الحكم وخالفه فهو «ظالم» وإلاّ فهو «جاهل» . . . وقد تقدم أنه لا يصلح للإمامة بالإجماع «فلنكن حياديين»… .
لكنّها ـ مع ذلك ـ جاءت بعلي (عليه السلام) والحسنين وأُمّ أيمن شهوداً على أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله قد أعطاها فدكاً . . . هذا الأمر الذي ورد الخبر به أيضاً عن أبي سعيد الخدري وابن عبّاس، كما في مصادر القوم(1).
فهؤلاء هم الذين شهدوا إعطاء النبي فدكاً للزهراء، إذ إنّه قد أعطاها إيّاها في بيتها، لا في المسجد وبمحضر من الناس… .
أمّا علي . . . فقد روى الفريقان عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّه قال: علي مع الحقّ والحقّ مع علي… .
(1) الدرّ المنثور 5 / 273 ـ 274.