3 ـ استدعاؤه عليّاً عليه السّلام
فأبوبكر وغيره كانوا بالجرف ـ الموضع الذي عسكر فيه أُسامة خارج المدينة ـ وهو صلّى الله عليه وآله وسلّم كان يصلّي بالمسلمين وعليٌّ عنده إذ لم يذكر أحد أنّه صلّى الله عليه وآله وسلّم أمره بالخروج مع أُسامة…
حتّى اشتدّ به الوجع… ولم يمكنه الخروج… فقال بلال: « يا رسول الله، بأبي أنت وأُمي من يصلّي بالناس؟ »(1) هنالك دعا عليّاً عليه السّلام قائلا: « ابعثوا إلى علي فادعوه » فقالت عائشة: « لو بعثت إلى أبي بكر » وقالت حفصة: « لو بعثت إلى عمر » فما دُعي عليٌّ ولكن القوم حضروا أو أُحضروا!! « فاجتمعوا عنده جميعاً. فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: انصرفوا. فإن تك لي حاجة أبعث إليكم، فانصرفوا »(2).
إنّه كان يريد عليّاً عليه السلام ولا يريد أحداً من القوم، وكيف يريدهم وقد أمرهم بالخروج مع أُسامة، ولم يعدل عن أمره؟!
(1) مسند أحمد 4/60 مسند أنس بن مالك الرقم 12680.
(2) تاريخ الطبري 2/439.