و أمّا الحديث عن عروة بن الزبير
فإنّ عروة بن الزبير وُلد في حكومة عمر، فالحديث مرسل، ولابُدّ أنّه يرويه عن عائشة.
وكان عروة من المشهورين بالبغض والعداء لأمير المؤمنين عليه السلام ـ كما عرفت من خبره مع الزهري، والخبر عن ابنه ـ وحتّى حضر يوم الجمل على صغر سنّه(1)، وقد كان هو والزهري يضعان الحديث في تنقيص الإمام والزهراء الطاهرة عليهما السلام، فقد روى الهيثمي عنه حديثاً ـ وصحّحه ـ في فضل زينب بنت رسول الله، جاء فيه أنّه صلّى الله عليه وآله وسلّم كان يقول: « هي خير بناتي » قال: « فبلغ ذلك عليّ بن حسين، فانطلق إليه فقال: ما حديث بلغني عنك أنّك تحدّثه تنقص حقّ فاطمة؟! فقال: لا أحدّث به أبداً »(2).
والراوي عنه ولده « هشام » في رواية البخاري ومسلم والترمذي وابن ماجة وهو أيضاً من المدلّسين، فقد قالوا: كان ينسب إلى أبيه ما كان يسمعه من غيره. وذكروا أنّ مالكاً كان لا يرضاه، قال ابن خراش: « بلغني أنّ مالكاً نقم عليه حديثه لأهل العراق، قدم الكوفة ثلاث مرّات، قدمةً كان يقول: حدّثني أبي قال: سمعت عائشة. وقدم الثانية فكان يقول: أخبرني أبي عن عائشة. وقدم الثالثة فكان يقول: أبي عن عائشة »(3) وهذا الحديث من تلك الأحاديث.
(1) تهذيب التهذيب 7/161.
(2) مجمع الزوائد 9/342 كتاب المناقب باب ما جاء في فضل زينب بنت رسول الله الرقم 15231.
(3) تهذيب التهذيب 11/46.