و أمّا الحديث عن عبيدالله بن عبدالله عن عائشة
فإنّ الرّاوي عن « عبيدالله » عند البخاري ومسلم والنسائي هو « موسى بن أبي عائشة » وقد قال ابن أبي حاتم سمعت أبي(1)يقول: « تُريبني رواية موسى بن أبي عائشة حديث عبيدالله بن عبدالله في مرض النبي صلّى الله عليه وسلّم »(2).
وعند أبي داود وأحمد هو: الزهري ـ لكن عند الأول يرويه عن عبيدالله، عن عبدالله بن زمعة ـ والزهري مَن قد عرفتُه سابقاً.
هذا، مضافاً إلى ما في عبيدالله بن عبدالله نفسه فقد روى ابن سعد، عن مالك بن أنس، قال: « جاء عليُّ بن حسين بن عليّ بن أبي طالب إلى عبيدالله بن عبدالله بن عتبة بن مسعود يسأله عن بعض الشيء!! وأصحابه عنده وهو يصلّي، فجلس حتّى فرغ من صلاته ثمّ أقبل عليه عبيدالله.
فقال أصحابه: أمتع الله بك، جاءك هذا الرجل وهو ابن ابنة رسول الله وفي موضعه، يسألك عن بعض الشيء!! فلو أقبلت عليه فقضيت حاجته ثمّ أقبلت على ما أنت فيه!
فقال عبيدالله لهم: أيهات! لابُدّ لمن طلب هذا الشأن من أن يتعنّى!! »(3).
(1) هو: محمّد بن إدريس الرازي، أحد كبار الأئمّة الحفّاظ المعتمدين في الجرح والتعديل. توفّي سنة 277 تقريباً. توجد ترجمته في: تذكرة الحفّاظ 2/567، تاريخ بغداد 2/70 وغيرهما من المصادر الرجالية.
(2) تهذيب التهذيب 10/315.
(3) طبقات ابن سعد 5/166، وقد أوردناه من باب الإلزام كما لا يخفى.