مسند أحمد
وأخرج أحمد بن حنبل في (مسنده) أكثر من غيره بكثير، فلنذكر طائفة من رواياته:
1 ـ حدثنا عبدالله، حدّثني أبي، ثنا يحيى بن زكريّا بن أبي زائدة، حدّثني أبي، عن أبي إسحاق عن الأرقم بن شرحبيل، عن ابن عبّاس، قال: « لمّا مرض رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أمر أبابكر أن يصلّي بالناس، ثمّ وجد خفّةً، فخرج، فلمّا أحسّ به أبو بكر أراد أن ينكص، فأومأ إليه النبي صلّى الله عليه وسلّم فجلس إلى جنب أبي بكر عن يساره، واستفتح من الآية التي انتهى إليها أبوبكر »(1).
2 ـ حدثنا عبدالله، حدّثني أبي، ثنا وكيع، ثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أرقم بن شرحبيل، عن ابن عبّاس، قال: « لمّا مرض رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مرضه الذي مات فيه كان في بيت عائشة رضي الله عنها فقال: أدعوا إليّ عليّاً.
قالت عائشة رضي الله عنها: ندعو لك أبابكر؟ قال: ادعوه.
قالت حفصة: يا رسول الله، ندعو لك عمر؟ قال: ادعوه.
قالت أُمّ الفضل: يا رسول الله، ندعو لك العبّاس؟ قال: ادعوه.
فلمّا اجتمعوا رفع رأسه فلم ير عليّاً. فقال عمر رضي الله عنه: قوموا عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. فجاء بلال يؤذنه بالصلاة…(2).
3 ـ حدّثنا عبدالله، حدّثني أبي، ثنا عبدالله بن الوليد، ثنا سفيان، عن حميد عن أنس بن مالك، قال: « كان آخر صلاة صلاّها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عليه برد متوشّحاً به وهو قاعد »(3).
4 ـ حدّثنا عبدالله، حدّثني أبي، ثنا يزيد، أنا سفيان ـ يعني ابن حسين ـ، عن الزهري، عن أنس، قال: «لمّا مرض رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مرضه الذي توفّي فيه أتاه بلال يؤذنه بالصلاة، فقال بعد مرّتين: يا بلال، قد بلّغت، فمن شاء فليصلّ ومن شاء فليدع.
فرجع إليه بلال فقال: يا رسول الله، بأبي أنت وأُمي، مَن يصلّى بالناس؟
قال: مُرْ أبابكر فليصلّ بالناس.
فلمّا أن تقدّم أبوبكر رفعت عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الستور قال: فنظرنا إليه كأنّه ورقة بيضاء عليه خميصة، فذهب أبوبكر يتأخّر وظنّ أنّه يريد الخروج إلى الصلاة، فأشار رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى أبي بكر أنْ يقوم فيصلّي، فصلّى أبوبكر بالناس، فما رأيناه بعد »(4).
5 ـ حدثنا عبدالله، حدّثني أبي، ثنا حسين بن عليّ، عن زائدة، عن عبدالملك بن عمير، عن أبي بردة بن أبي موسى، عن أبي موسى، قال: « مرض رسول الله صلّى الله عليه وسلّم… »(5).
6 ـ حدثنا عبدالله، حدّثني أبي، ثنا عبد الأعلى، عن معمر، عن الزهري، عن عبيدالله بن عبدالله، عن عائشة قالت: « لمّا مرض رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في بيت ميمونة فاستأذن نساءه أن يمرّض في بيتي فأذِنَّ له، فخرج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم معتمداً على العباس وعلى رجل آخر ورجلاه تخطّان في الأرض.
وقال عبيدالله: فقال ابن عبّاس: أتدري من ذلك الرجل؟ هو عليّ بن أبي طالب، ولكن عائشة لا تطيب له نفساً.
قال الزهري: فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم ـ وهو في بيت ميمونة ـ لعبدالله بن زمعة: مر الناس فليصلّوا.
فلقي عمر بن الخطّاب فقال: يا عمر صلّ بالناس، فصلّى بهم، فسمع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم صوته فعرفه وكان جهير الصوت… »(6).
7 ـ حدثنا عبدالله، حدّثني أبي، ثنا وكيع، ثنا الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة، قالت: « لمّا مرض رسول الله… فجاء النبي صلّى الله عليه وسلّم حتى جلس إلى جنب أبي بكر، وكان أبوبكر يأتمّ بالنبي صلّى الله عليه وسلّم، والناس يأتّمون بأبي بكر »(7).
8 ـ حدّثنا عبدالله، حدّثني أبي، ثنا أبو معاوية، قال ثنا الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة قالت: «… فجاء رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حتى جلس عن يسار أبي بكر، وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يصلّي بالناس قاعداً وأبو بكر قائماً، يقتدي أبوبكر بصلاة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، والناس يقتدون بصلاة أبي بكر »(8).
9 ـ حدثنا عبدالله، حدّثني أبي، ثنا بكر بن عيسى، قال: سمعت شعبة بن الحجّاج يحدّث عن نعيم بن أبي هند، عن أبي وائل عن مسروق، عن عائشة: « أنّ أبابكر صلّى بالناس ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم في الصفّ »(9).
10 ـ حدثنا عبدالله، حدّثني أبي، ثنا شبابة بن سوار، أنا شعبة، عن نعيم بن أبي هند، عن أبي وائل، عن مسروق، عن عائشة، قالت: « صلّى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم خلف أبي بكر قاعداً في مرضه الذي مات فيه »(10).
11 ـ حدثنا عبدالله، حدّثني أبي، ثنا شبابة، ثنا شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن عروة بن الزبير، عن عائشة، قالت: «قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في مرضه الذي مات فيه: مروا أبابكر يصلّي بالناس… فصلّى أبوبكر وصلّى النبي صلّى الله عليه وسلّم خلفه قاعداً »(11).
12 ـ حدثنا عبدالله، حدّثني أبي، ثنا عبدالصمد بن عبدالوارث، ثنا زائدة، ثنا عبدالملك بن عمير، عن ابن بريدة، عن أبيه، قال: «مرض رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال: مروا أبابكر يصلّي بالناس، فقالت عائشة: يا رسول الله إنّ أبي رجل رقيق! فقال: مروا أبابكر يصلّي بالناس فإنّكنّ صواحبات يوسف فأمَّ أبوبكر الناس ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم حيٌّ »(12).
(1) مسند أحمد 1/383 ـ 384 مسند عبدالله بن عباس الرقم 2056.
(2) مسند أحمد 1/588 مسند عبدالله بن عباس الرقم 3345.
(3) مسند أحمد 4/84 مسند أنس بن مالك الرقم 12848.
(4) مسند أحمد 4/60 مسند أنس بن مالك الرقم 12680.
(5) مسند أحمد 5/565 حديث أبي موسى الأشعري الرقم 19201.
(6) مسند أحمد 7/53 حديث السيّدة عائشة الرقم 23541.
(7) مسند أحمد 7/300 حديث السيّدة عائشة الرقم 25233.
(8) مسند أحمد 7/319 ـ 320 حديث السيدة عائشة الرقم 25348.
(9) مسند أحمد 7/228 حديث السيدة عائشة الرقم 24728.
(10) مسند أحمد 7/228 حديث السيدة عائشة الرقم 24729.
(11) مسند أحمد 7/228 حديث السيدة عائشة الرقم 24730.
(12) مسند أحمد 6/497 حديث بريدة الأسلمي الرقم 22551.