سنن ابن ماجة
وأخرجه ابن ماجة في (سننه) بقوله:
1 ـ حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدّثنا أبو معاوية ووكيع، عن الأعمش.
ح وحدّثنا عليّ بن محمّد، قال: حدّثنا وكيع، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة، قالت: « لمّا مرض رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مرضه الذي مات فيه ـ وقال أبو معاوية: لمّا ثقل ـ جاء بلال يؤذنه بالصلاة، فقال: مروا أبا بكر فليصلّ بالناس…قالت: فأرسلنا إلى أبي بكر فصلّى بالناس.
فوجد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من نفسه خفّةً، فخرج إلى الصلاة… فكان أبو بكر يأتمّ بالنبي صلّى الله عليه وسلّم، والناس يأتّمون بأبي بكر ».
2 ـ حدّثنا أبوبكر بن أبي شيبة، قال: حدّثنا عبدالله بن نمير، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: « أمر رسول الله
صلّى الله عليه وسلّم أبابكر أن يصلّي بالناس في مرضه… ».
3 ـ حدّثنا نصر بن علي الجهضمي، قال: أنبأنا عبدالله بن داود من كتابه في بيته، قال: حدّثنا سلمة بن نبيط، عن نعيم بن أبي هند، عن نبيط بن شريط، عن سالم بن عبيد، قال: «أُغمي على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في مرضه، ثمّ أفاق فقال: أحضرت الصّلاة؟ قالوا: نعم.
قال: مروا بلالا فليؤذّن، ومروا أبابكر فليصلّ بالناس. ثمّ أُغمي عليه فأفاق فقال ثم أُغمي عليه فأفاق فقال… فقالت عائشة: إنّ أبي رجل أسيف، فإذا قام ذلك المقام يبكي لا يستطيع، فلو أمرت غيره!
ثمّ أُغمي عليه فأفاق فقال: مروا بلالا فليؤذن، ومروا أبا بكر فليصلِّ بالناس، فإنّكنّ صواحب يوسف ـ أو صواحبات يوسف ـ.
قال: فأُمِر بلال فأذّن، وأُمِر أبو بكر فصلّى بالناس.
ثمّ إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وجد خفّةً فقال: أنظروا لي من أتّكى عليه.
فجاءت بريرة ورجل آخر فاتّكأ عليهما، فلمّا رآه أبو بكر ذهب لينكص، فأومأ إليه أن اثبت مكانك.
ثم جاء رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حتّى جلس إلى جنب أبي بكر حتّى قضى أبو بكر صلاته، ثمّ إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قُبِض.
قال أبو عبدالله: هذا حديث غريب لم يحدّث به غير نصر بن علي ».
4 ـ حدّثنا عليّ بن محمّد، قال: حدّثنا وكيع، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق عن الأرقم بن شرحبيل، عن ابن عبّاس، قال: « لمّا مرض رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مرضه الذي مات فيه كان في بيت عائشة فقال: أدعوا لي عليّاً.
قالت عائشة: يا رسول الله، ندعو لك أبا بكر؟ قال: ادعوه.
قالت حفصة: يا رسول الله، ندعو لك عمر؟ قال: ادعوه.
قالت أُمّ الفضل: يا رسول الله، ندعو لك العبّاس؟ قال: نعم.
فلمّا اجتمعوا رفع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم رأسه فنظر فسكت. فقال عمر: قوموا عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
ثمّ جاء بلال يؤذنه بالصلاة، فقال: مروا أبا بكر فليصلّ بالناس. فقالت عائشة: يا رسول الله، إنّ أبا بكر رجل رقيق حصر، ومتى لا يراك يبكي والناس يبكون، فلو أمرت عمر يصلّي بالناس؟
فخرج أبو بكر فصلّى بالناس، فوجد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من نفسه خفّةً، فخرج يهادي بين رجلين ورجلاه تخطّان في الأرض، فلمّا رآه الناس سبّحوا بأبي بكر، فذهب ليستأخر فأومأ إليه النبي صلّى الله عليه وسلّم أي مكانك.
فجاء رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فجلس عن يمينه وقام أبو بكر، وكان أبو بكر يأتمّ بالنّبي والناس يأتمّون بأبي بكر.
قال ابن عبّاس: وأخذ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من القراءة من حيث كان بلغ أبوبكر.
قال وكيع: وكذا السُنّة.
قال: فمات رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في مرضه ذلك »(1).
(1) سنن ابن ماجة 2/394 ـ 398 كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها باب ما جاء في صلاة رسول الله في مرضه الأرقام 1232 ـ 1235.