حديث سالم بن عبيد
وأمّا حديث سالم بن عبيد الذي أخرجه ابن ماجة:
1 ـ فقد قال فيه ابن ماجة: « هذا حديث غريب ».
2 ـ وفي سنده نظر فإنّ « نعيم بن أبي هند »: « كان يتناول عليّاً رضي الله عنه » ولذا لم يسمع منه بعض أئمتهم وتركه(1).
و « سلمة بن نبيط » لم يرو عنه البخاري ومسلم، قال البخاري: «يقال: اختلط بآخره »(2).
3 ـ ثمّ إنّ « سالم بن عبيد » لم يرو عنه في الصحاح، وما روى له من أصحاب السنن غير حديثين، وفي إسناد حديثه اختلاف!
قال ابن حجر: « سالم بن عبيد الأشجعي، من أهل الصُفّة، ثمّ نزل الكوفة، وروى له من أصحاب السنن حديثين بإسناد صحيح في العطاس. وله رواية عن عمر فيما قاله وصنعه عند وفاة النبي صلّى الله عليه وسلّم وكلام أبي بكر في ذلك. أخرجه يونس بن بكير في زياداته. روى عنه هلال بن يساف ونبيط بن شريط وخالد بن عرفطة »(3).
وقال أيضاً: « الأربعة ـ سالم بن عبيد الأشجعي، له صحبة، وكان من أهل الصُفّة، يعدّ في الكوفيّين. روى عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم في تشميت العاطس، وعن عمر بن الخطّاب. روى عنه: خالد ابن عرفجة ـ ويقال ابن عرفطة ـ وهلال بن يساف ونبيط بن شريط. وفي إسناد حديثه اختلاف »(4).
أقول: يظهر من عبارة ابن حجر في كتابيه، ومن مراجعة الرواية عند الهيثمي(5) أنّ حديث سالم بن عبيد حول صلاة أبي بكر هو الحديث الذي عن عمر « فيما قاله وصَنَعه عند وفاة النبي صلّى الله عليه وسلّم… » لكنّ ابن ماجة قد ذكر بعضه كما نصّ عليه الهيثمي، وظاهر عبارة ابن حجر في « الإصابة » عدم صحّة إسناده، ولعلّه المقصود من قوله في « تهذيب التهذيب »: « وفي إسناد حديثه اختلاف » إذ القدر المتيقّن منه ما يرويه نبيط بن شريط عنه، وهذا الحديث من ذاك!
(1) تهذيب التهذيب 10/418.
(2) تهذيب التهذيب 4/143.
(3) الإصابة 3/8.
(4) تهذيب التهذيب 3/383ـ384.
(5) مجمع الزوائد 5/331ـ333 كتاب الخلافة باب الخلفاء الأربعة الرقم 8935.