ترجمة ثور بن يزيد الحمصي:
وأمّا «ثور بن يزيد» العمدة في رواية هذا الحديث عن خالد، حتى قال الحاكم في توجيه إعراض البخاري ومسلم عنه:
«والذي عندي أنّهما توهّما أنّه ليس له راو عن خالد بن معدان غير ثور بن يزيد».
فهو:
أوّلا: من أهل حمص، بل وصفه الذهبي بـ«عالم حمص»(1).
وثانياً: كان لا يحبّ عليّاً عليه السلام: «وكان جدّه قتل يوم صفِّين مع معاوية، فكان ثور إذا ذكر عليّاً قال: لا أُحبّ رجلا قتل جدّي»(2).
وثالثاً: كان يجالس السابّين عليّاً عليه السلام، فقد ذكروا أنّ «أزهر الحرازي وأسد بن وداعة وجماعة كانوا يجلسون ويسبّون عليّ بن أبي طالب، وكان ثور بن يزيد لا يسب علياً، فإذا لم يسبّ جرّوا برجله»(3).
ورابعاً: كان مبدعاً.
قال الذهبي: «كان من أوعية العلم لولا بدعته»(4).
«وكان أهل حمص نفوه وأخرجوه منها»(5).
و «تكلّم فيه جماعة بسبب ذلك»(6).
وأورده ابن عديّ في «الضعفاء»(7).
وخامساً: كان مالك يذمّه وينهى عن مجالسته وليس له عنه رواية(8)، وكان الأوزاعي سيّىء القول فيه، يتكلّم فيه ويهجوه(9)، وكذا كان ابن المبارك(10).
وعن يحيى القطّان: «كان ثور إذا حدّثني عن رجل لا أعرفه قلت: أنت أكبر أم هذا؟! فإذا قال: هو أكبر منّي، كتبته، وإذا قال: هو أصغر منّي، لم أكتبه»(11).
(1) ميزان الاعتدال 2 / 97 سير أعلام النبلاء 6 / 344.
(2) تهذيب الكمال 4 / 421، تاريخ دمشق 11 / 231.
(3) تهذيب الكمال 4 / 427، تهذيب التهذيب 2 / 32.
(4) سير أعلام النبلاء 6 / 344.
(5) تاريخ دمشق 11 / 237، تهذيب التهذيب 2 / 31 ـ 32.
(6) خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1 / 154.
(7) الكامل في الضعفاء 2 / 309.
(8) تهذيب التهذيب 2 / 32.
(9) تاريخ دمشق 11 / 236، تهذيب الكمال 4 / 425.
(10) تهذيب التهذيب 2 / 32.
(11) تهذيب التهذيب 2 / 32.
Menu