زيادة باطلة في الحديث المقلوب
ثمّ إنّ بعض الوضّاعين شاء أن يزيد في حديث أنس صراحةً في الدلالة على الفضيلة والخصيصة!! فزاد عليه جملةً، لكن الخطيب البغدادي وابن الجوزي والسيوطي نصّوا على أنّ الزيادة وهمٌ، وأصل الحديث منقطع، فقد جاء في «اللآلي المصنوعة»:
«أنبأنا محمّد بن عبدالباقي البزّار، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا عمر بن أحمد الواعظ، حدّثنا الحسن بن حبيب بن عبدالملك، حدّثنا فهد بن سليمان، حدّثنا عبداللّه بن صالح، حدّثنا الليث بن سعيد، عن يحيى بن سعيد، عن أنس:
أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم خطب الناس فقال: سدّوا هذه الأبواب الشارعة في المسجد إلاّ باب أبي بكر. فقال الناس: سدّ الأبواب كلّها إلاّ باب خليله! فقال: إنّي رأيت على أبوابهم ظلمةً ورأيت على باب أبي بكر نوراً، فكانت الآخرة عليهم أعظم من الأُولى.
قال الخطيب: هذا وهمٌ، والليث روى صدره عن يحيى بن سعيد منقطعاً، ورواه كلّه عن معاوية بن صالح منقطعاً»(1).
(1) اللآلي المصنوعة 1 / 322.