الحديث المقلوب عند البخاري
والبخاري أخرجه في أكثر من باب… .
ففي «باب الخوخة والممرّ في المسجد» قال: «حدّثنا عبداللّه بن محمّد الجعفي، قال: حدّثنا وهب بن جرير، قال: حدّثنا أبي، قال: سمعت يعلى بن حكيم، عن عكرمة، عن ابن عبّاس، قال: خرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في مرضه الذي مات فيه عاصباً رأسه بخرقة فقعد على المنبر، فحمد اللّه وأثنى عليه ثم قال: إنّه ليس من الناس أحد أمنّ عليَّ في نفسه وماله من أبي بكر بن أبي قحافة; ولو كنت متّخذاً من الناس خليلا لاتّخذت أبا بكر خليلا، ولكن خلّة الإسلام أفضل; سدّوا عنّي كلّ خوخة في هذا المسجد غير خوخة أبي بكر»(1).
وفي «باب هجرة النبي صلّى اللّه عليه وسلّم وأصحابه إلى المدينة» قال: «حدّثنا إسماعيل بن عبداللّه، قال: حدّثني مالك، عن أبي النضر مولى عمر بن عبيداللّه عن عبيد ـ يعني ابن حنين ـ عن أبي سعيد الخدري رضي اللّه عنه أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم جلس على المنبر فقال: إنّ عبداً خيّره اللّه بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا ما شاء وبين ما عنده فاختار ما عنده، فبكى أبو بكر وقال: فديناك بآبائنا وأُمّهاتنا، فعجبنا له وقال الناس: أُنظروا إلى هذا الشيخ، يخبر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عن عبد خيره اللّه بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا وبين ما عنده، وهو يقول: فديناك بآبائنا وأُمّهاتنا.
فكان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم هو المخيَّر وكان أبو بكر هو أعلمنا به.
وقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: إنّ من أمنّ الناس عليَّ في صحبته وماله أبا بكر، ولو كنت متّخذاً خليلا من أُمّتي لاتّخذت أبا بكر إلاّ خُلّة الإسلام، لا يبقينّ في المسجد خوخة إلاّ خوخة أبي بكر»(2).
(1) صحيح البخاري 1 / 178 أبواب المساجد باب الخوخة والممر، رقم 455.
(2) صحيح البخاري 3 / 1417 كتاب فضائل الصحابة باب هجرة النبيّ وأصحابة إلى المدينة، رقم 3691.