رواية عمران بن حصين
وأخرج ابن أبي شيبة عن عمران بن حصين بإسناده مختصراً وصحّحه قال:
«بعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم سرية، واستعمل عليهم عليّاً، فصنع علي شيئاً أنكروه، فتعاقد أربعة من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنْ يعلموه، وكانوا إذا قدموا من سفر بدأوا برسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فسلّموا عليه ونظروا إليه ثم ينصرفون إلى رحالهم. قال: فلما قدمت السرية سلّموا على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقام أحد الأربعة فقال:
يا رسول اللّه: ألم تر أنّ علياً صنع كذا وكذا؟ فأقبل إليه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ـ يعرف الغضب في وجهه ـ فقال:
ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ علي منّي وأنا من علي، وعلي وليّ كلّ مؤمن بعدي»(1).
أمّا أنّه قد صحّحه، فقد نصّ على ذلك الحافظ السيوطي حيث قال:
«الحديث الأربعون ـ عن عمران بن حصين: إن رسول اللّه ـ صلّى اللّه عليه وسلّم ـ قال: علي منّي وأنا من علي وهو وليّ كلّ مؤمن بعدي.
أخرجه ابن أبي شيبة وصحّحه»(2).
وأخرج أحمد بإسناده عن عمران قال:
«بعث رسول اللّه ـ صلّى اللّه عليه وسلّم ـ سرية وأمّر عليهم علي بن أبي طالب ـ رضي اللّه عنه ـ فأحدث شيئاً في سفره، فتعاهد ـ وقال عفان: فتعاقد ـ أربعة من أصحاب محمّد صلّى اللّه عليه وسلّم أنْ يذكروا أمره لرسول اللّه ـ صلّى اللّه عليه وسلّم ـ قال عمران: وكنّا إذا قدمنا من سفر بدأنا برسول اللّه فسلّمنا عليه. قال: فدخلوا عليه فقام رجل منهم فقال:
يا رسول اللّه، إن عليّاً فعل كذا وكذا. فأعرض عنه.
ثم قام الثاني فقال: يا رسول اللّه، إنّ عليّاً فعل كذا وكذا فأعرض عنه.
ثم قام الثالث فقال: يا رسول اللّه، إنّ علياً فعل كذا وكذا فأعرض عنه.
ثم قام الرابع فقال: يا رسول اللّه، إنّ علياً فعل كذا وكذا.
قال: فأقبل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم على الرابع ـ وقد تغيّر وجهه ـ فقال: دعوا عليّاً، دعوا عليّاً، إنّ عليّاً منّي وأنا منه وهو وليّ كلّ مؤمن بعدي»(3).
وأخرج الترمذي بإسناده عنه قال:
«بعث رسول اللّه ـ صلّى اللّه عليه وسلّم ـ جيشاً، واستعمل عليهم علي بن أبي طالب، فمضى في السرية، فأصاب جاريةً، فأنكروا عليه، وتعاقد أربعة من أصحاب رسول اللّه ـ صلّى اللّه عليه وسلّم ـ فقالوا: إذا لقينا رسول اللّه أخبرناه بما صنع علي، وكان المسلمون إذا رجعوا من سفر بدأوا برسول اللّه ـ صلّى اللّه عليه وسلّم ـ فسلّموا عليه ثم انصرفوا إلى رحالهم، فلما قدمت السرية على النبيّ، فقام أحد الأربعة فقال:
يا رسول اللّه، ألم تر إلى علي بن أبي طالب صنع كذا وكذا، فأعرض عنه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم.
ثم قام الثاني: فقال مثل مقالته، فأعرض عنه رسول اللّه.
ثم قام إليه الثالث فقال مثل مقالته، فأعرض عنه رسول اللّه.
ثم قام الرابع فقال مثل ما قالوا: فأقبل إليه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ـ والغضب يعرف في وجهه ـ فقال:
ما تريدون من علي! ما تريدون من علي! ما تريدون من علي! إن علياً منّي وأنا منه وهو ولي كلّ مؤمن من بعدي.
هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلاّ من حديث جعفر بن سليمان»(4).
وأخرج الطبري بإسناده وصحّحه:
«عن عمران بن حصين: بعث رسول اللّه ـ صلّى اللّه عليه وسلّم ـ سرية واستعمل عليها علياً، فغنموا، فصنع علي شيئاً أنكروه. وفي لفظ: فأخذ علي من الغنيمة جاريةً، فتعاقد أربعة من الجيش إذا قدموا على رسول اللّه ـ صلّى اللّه عليه وسلّم ـ أن يعلموه، وكانوا إذا قدموا من سفر بدءوا برسول اللّه ـ صلّى اللّه عليه وسلّم ـ فسلّموا عليه ونظروا إليه، ثم ينصرفون إلى رحالهم. فلمّا قدمت السرية سلّموا على رسول اللّه ـ صلّى اللّه عليه وسلّم ـ فقام أحد الأربعة فقال:
يا رسول اللّه، ألم تر أن عليّاً قد أخذ من الغنيمة جارية؟ فأعرض صلّى اللّه عليه وآله وسلّم عنه.
ثم قام الثاني فقال مثل ذلك. فأعرض عنه.
ثم قام الثالث فقال مثل ذلك. فأعرض عنه.
ثم قام الرابع. فأقبل إليه رسول اللّه يعرف الغضب في وجهه فقال: ما تريدون من علي! علي منّي وأنا من علي وعلي وليّ كلّ مؤمن بعدي.
ش. وابن جرير وصحّحه»(5).
وأخرج الحافظ أبو نعيم بإسناده عن عمران قال:
«بعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم سرية، واستعمل عليهم عليّاً ـ كرّم اللّه وجهه ـ فأصاب علي جاريةً، فأنكروا ذلك عليه، فتعاقد أربعة من أصحاب رسول اللّه ـ صلّى اللّه عليه وسلّم ـ فقالوا: إذا لقينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أخبرناه بما صنع علي. قال عمران: وكان المسلمون إذا قدموا من سفر بدؤا برسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فسلّموا عليه ثم انصرفوا، فلما قدمت السرية سلّموا على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقام أحد الأربعة فقال:
يا رسول اللّه، ألم تر أنّ علياً صنع كذا وكذا؟
فأعرض عنه. ثم قام آخر منهم فقال:
يا رسول اللّه: ألم تر أنّ علياً صنع كذا وكذا؟
فأعرض عنه. حتى قام الرابع فقال:
يا رسول اللّه، ألم تر أنّ عليّاً صنع كذا وكذا؟
فأقبل عليه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ـ يعرف الغضب في وجهه ـ فقال: ما تريدون من علي؟ ثلاث مرات.
ثم قال:
إن عليّاً منّي وأنا منه وهو وليّ كلّ مؤمن بعدي»(6).
(1) المصنّف 12 / 79 ـ 80 .
(2) القول الجلي في مناقب علي: 60.
(3) مسند أحمد 4 / 438.
(4) صحيح الترمذي 5 / 632.
(5) كنز العمال 13 / 142، رقم 36444.
(6) حلية الأولياء 6 / 294.