المورد الأول: قصة المؤاخاة
قال ابن أبي أوفى: لمّا آخى النبي صلّى اللّه عليه وآله بين أصحابه، وآخى بين أبي بكر وعمر، قال علي: يا رسول اللّه ذهب روحي، وانقطع ظهري، حين رأيتك فعلت ما فعلت بأصحابك غيري، فإن كان هذا من سخط عَلَيّ فلك العتبى والكرامة، فقال رسول اللّه: «والذي بعثني بالحقّ، ما أخّرتك إلاّ بنفسي، وأنت منّي بمنزلة هارون من موسى غير أنّه لا نبي بعدي، وأنت أخي ووارثي»، قال: ما أرث منك يا رسول اللّه؟ قال: «ما ورّث الأنبياء من قبلي»، قال: ما ورّث الأنبياء من قبلك؟ قال: «كتاب ربّهم وسنّة نبيّهم»، وأنت معي في قصري في الجنّة، مع فاطمة ابنتي، وأنت أخي ورفيقي»، ثمّ تَلا رسول اللّه قوله تعالى: (إِخْوانًا عَلى سُرُر مُتَقابِلينَ).
ذكر هذا الحديث الحافظ جلال الدين السيوطي في ]الدر المنثور[ في تفسير قوله تعالى: (اللّهُ يَصْطَفي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النّاسِ)(1)، ولاتخفى المناسبة بين هذا الحديث وبين الآية: (اللّهُ يَصْطَفي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النّاسِ إِنَّ اللّهَ سَميعٌ بَصيرٌ).
رواه الحافظ السيوطي في كتابه المذكور عن جماعة من الأئمة: البغوي، والباوردي، وابن قانع، والطبراني، وابن عساكر(2).
وهو أيضاً: في مناقب علي لأحمد(3)، وفي الرياض النضرة في مناقب العشرة المبشرة(4)، وفي كنز العمال أيضاً عن مناقب علي(5).
(1) سورة الحج (22): 75.
(2) الدرّ المنثور 6 / 76 ـ 77.
(3) فضائل الإمام علي عليه السّلام: 142 رقم 207.
(4) الرياض النضرة 3 / 182، قطعة منه.
(5) كنز العمّال 9 / 167 رقم 25554 و13 / 105 رقم 36345.