رواية النسائي
* «أخبرنا قتيبة بن سعيد قال: أنا يعقوب عن أبي حازم قال: أخبرنا سهل بن سعد أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله قال يوم خيبر: لأعطينّ هذه الراية غداً يفتح اللّه علي يديه يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله، فلمّا أصبح الناس غدوا على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله كلّهم يرجوا أن يعطاها، قال: أين علي بن أبي طالب؟ فقالوا: هو يا رسول اللّه يشتكي عينيه قال: فأرسلوا إليه، فأتي به فبصق في عينيه ودعا له فبرأ حتّى كأن لم يكن به وجع، فأعطاه الراية. فقال علي: يا رسول اللّه، أقاتلهم حتّى يكونوا مثلنا؟ قال: أنفذ على رسلك حتّى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام، فواللّه لأن يهدي اللّه بك رجلا خير لك من أن يكون لك حمر النعم».
* «أخبرنا العباس بن عبدالعظيم قال: ثنا عمر بن عبدالوهاب قال: أنا معتمر بن سليمان عن أبيه عن منصور عن ربعي عن عمران بن حصين أن النبي صلّى اللّه عليه وآله قال: لأعطينّ الراية رجلا يحب اللّه ورسوله أو قال يحبه اللّه ورسوله. فدعا علياً وهو أرمد ففتح اللّه على يديه.
أخبرنا أحمد بن سليمان قال: ثنا يعلى بن عبيد قال: ثنا يزيد بن جلس عن أبي حازم عن أبي هريرة قال قال رسول اللّه: لأدفعنّ الراية اليوم إلى رجل يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله، فتطاول القوم فقال: أين علي؟ قالوا: يشتكي عينيه، فدعا به فبزق نبي اللّه صلّى اللّه عليه وآله في كفيه ثم مسح بهما عيني علي ودفع إليه الراية، ففتح اللّه عليه يومئذ»(1).
* «أخبرنا العباس بن عبدالعظيم قال: ثنا عمر بن عبدالوهاب قال أنا معتمر بن سليمان عن أبيه عن منصور عن ربعي، عن عمران بن حصين أن النبي صلّى اللّه عليه وآله قال: لأعطينّ الراية رجلاً يحب اللّه ورسوله أو قال يحبه اللّه ورسوله، فدعا عليا وهو أرمد، ففتح اللّه على يديه.
أخبرنا أحمد بن سليمان قال: ثنا يعلي بن عبيد قال ثنا: يزيد بن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة قال قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله: لأدفعنّ الراية اليوم إلى رجل يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله، فتطاول القوم فقال: أين علي؟ قالوا يشتكي عينيه، فدعا به فبزق نبي اللّه صلّى اللّه عليه وآله في كفيه ثم مسح بهما عيني علي ودفع إليه الراية، ففتح اللّه عليه يومئذ»(2).
* «أخبرنا قتيبة بن سعيد وهشام بن عمار قالا: حدثنا حاتم عن بكير بن مسمار عن عامر بن سعد بن أبي وقاص قال: أمر معاويه سعداً فقال: ما منعك أن تسبّ أبا تراب؟ قال: أما ما ذكرت ثلاثاً قالهنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله فلن أسبه، لأن تكون لي واحدة منهنّ أحب إليّ من حمر النعم، سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله يقول له وقد وخلّفه في بعض مغازيه فقال له علي يا رسول اللّه: تخلّفني مع النساء والصبيان؟ فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدي. وسمعته يقول في يوم خيبر: لأعطين الراية رجلاً يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله فتطاولنا لها فقال: ادعوا لي علياً، فأتي به أرمد فبصق في عينيه ودفع الراية إليه. ولما نزلت ـ زاد هشام ـ إنما يريد اللّه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت دعا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله عليّاً وفاطمة وحسناً وحسيناً فقال: اللهم يعني هؤلاء أهلي».
* «أخبرنا حرمي بن يونس بن محمد قال: حدثنا أبو غسان قال حدثنا عبدالسلام عن موسى الصغير عن عبدالرحمن بن سابط عن سعد بن أبي وقاص قال: كنت جالساً فتنقصوا علي بن أبي طالب فقال: لقد سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله يقول له خصالاً ثلاثة، لأن تكون لي واحدة منهنّ أحبّ إلي من حمر النعم: سمعته يقول: إنه مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي، وسمعته يقول: لأعطينّ الراية غداً رجلا يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله، وسمعته يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه».
* «أخبرني زكريا بن يحيى قال: حدثنا نصر بن علي قال: أخبرنا عبداللّه بن داود عن عبد الواحد بن أيمن عن أبيه أن سعداً قال قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله: لأدفعنّ الراية غداً إلى رجل يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله يفتح اللّه على يديه، فاستشرف لها أصحابه فدفعها إلى علي».
* «أخبرنا أحمد بن سليمان قال: حدثنا عبيداللّه قال: أخبرنا بن أبي ليلى عن الحكم والمنهال عن عبدالرحمن بن أبي ليلى عن أبيه قال لعلي وكان يسمر معه: إن الناس قد أنكروا منك أنك تخرج في البرد في الملاءتين وتخرج في الحر في الحشو والثوب الغليظ! قال: أو لم تكن معنا بخيبر؟ قال بلى، قال: فإن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله بعث أبا بكر وعقد له لواء فرجع، وبعث عمر وعقد له لواء فرجع بالناس، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله: لأعطين الراية رجلا يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله ليس بفرار، فأرسل إلي وأنا أرمد قلت: إني أرمد، فتفل في عيني وقال: اللهم اكفه أذى الحر والبرد. فما وجدت حراً بعد ذلك ولا برداً».
* «أخبرنا محمد بن علي بن حرب المروزي قال: أخبرنا معاذ ابن خالد قال: أخبرنا الحسين بن واقد عن عبداللّه بن بريدة قال: سمعت أبي بريدة يقول: حاصرنا خيبر، فأخذ اللواء أبو بكر ولم يفتح له، وأخذ من الغد عمر فانصرف ولم يفتح له، وأصاب الناس يومئذ شدة وجهد، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله: إني دافع لوائي غداً إلى رجل يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله: لا يرجع حتّى يفتح له، وبتنا طيبة أنفسنا أن الفتح غداً، فلما أصبح رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله صلّى الغداة ثم قام قائماً ودعا باللواء والناس على مصافهم، فما منا إنسان له منزلة عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله إلا وهو يرجو أن يكون صاحب اللواء، فدعا علي بن أبي طالب وهو أرمد، فتفل في عينيه ومسح عنه ودفع إليه اللواء، وفتح اللّه له. قال: وأنا فيمن تطاول لها».
* «أخبرنا محمد بن بشار قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا عوف عن ميمون أبي عبداللّه أن عبداللّه بن بريدة حدثه عن بريدة الأسلمي قال: لما كان حيث نزل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله بحضرة أهل خيبر أعطى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله اللواء عمر، فنهض معه من نهض من الناس، فلقوا أهل خيبر فانكشف عمر وأصحابه فرجعوا إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله: لأعطينّ اللواء رجلاً يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله، فلما كان من الغد تصادر أبو بكر وعمر، فدعا علياً وهو أرمد فتفل في عينيه ونهض معه من الناس من نهض، فلقي أهل خيبر، فإذا مرحب يرتجز وهو يقول:
قد علمت خيبر أني مرحب *** شاك السلاح بطل مجرب
أطعن أحياناً وحيناً أضرب *** إذا الليوث أقبلت تلهّب
فاختلف هو وعلى ضربتين، فضربه علي على هامته حتى عض السيف منها أبيض رأسه وسمع أهل العسكر صوت ضربته فما تتم آخر الناس مع علي حتى فتح اللّه له ولهم».
* «أخبرنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا يعقوب عن أبي حازم قال: أخبرني سهل بن سعد أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله قال يوم خيبر: لأعطينّ هذه الراية غداً رجلا يفتح اللّه عليه، يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله، فلما أصبح الناس، غدوا على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله كلّهم يرجو أن يعطى، فقال: أين علي بن أبي طالب؟ فقالوا: يا رسول اللّه يشتكي عينيه قال: فأرسلوا إليه فأتي به، فبصق رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله في عينه ودعا له فبرأ كأن لم يكن به وجع، فأعطاه الراية. فقال علي يا رسول اللّه أقاتلهم حتّى يكونوا مثلنا؟ قال: انفذ على رسلك حتّى تنزل بساحتهم ثم أدعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حقّ اللّه، فواللّه لأن يهدي اللّه بك رجلا واحداً خير لك من أن تكون لك الحمر النعم».
* «أخبرنا أحمد بن سليمان قال: حدثنا يعلى بن عبيد قال: حدثنا يزيد بن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة قال قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله: لأدفعنّ اليوم الراية إلى رجل يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله. فتطاول القوم فقال: أين علي؟ فقالوا: يشتكي عينيه قال: فبصق نبي اللّه صلّى اللّه عليه وآله في كفيه ومسح بها عيني علي ودفع إليه الراية ففتح اللّه على يديه».
* «أخبرنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا يعقوب عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله قال يوم خيبر: لأعطينّ هذه الراية رجلا يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله ويفتح اللّه عليه. قال عمر بن الخطاب: ما أحببت الإمارة إلاّ يومئذ. فدعا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله علي بن أبي طالب فأعطاه إياها وقال: امش ولا تلتفت حتّى يفتح اللّه عليك. فسار علي ثم توقف يعني فصرخ يا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله علام أقاتل الناس؟ قال: قاتلهم حتّى يشهدوا أن لا إله إلاّ اللّه وأني رسول اللّه، فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على اللّه».
* «أخبرنا محمد به عبداللّه بن المبارك قال: حدثنا أبو هشام قال حدثنا وهيب قال: حدثنا سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله يوم خيبر: لأدفعنّ الراية إلى رجل يحبه اللّه ورسوله ويفتح اللّه عليه. قال عمر: فما أحببت الامارة قط قبل يومئذ، فدفعها إلى علي فقال: قاتل ولا تلتفت، فسار قريباً قال يا رسول اللّه علام أقاتل الناس؟ قال: على أن يشهدوا أن لا إله إلا اللّه وأنّ محمداً رسول اللّه فإذا فعلوا فقد عصموا دماءهم وأموالهم مني إلاّ بحقها وحسابهم على اللّه».
* «أخبرنا العباس بن عبدالعظيم العنبري قال: حدثنا عمر بن عبدالوهاب قال: حدثنا معتمر بن سليمان عن أبيه عن منصور عن ربعي عن عمران بن حصين أن النبي صلّى اللّه عليه وآله قال: لأعطينّ الراية رجلاً يحب اللّه ورسوله أو قال يحبه اللّه ورسوله، فدعا علياً وهو أرمد ففتح اللّه على يديه».
* «أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال: أخبرنا النضر بن شميل قال حدثنا يونس عن أبي إسحاق عن هبيرة بن يريم قال: خرج إلينا الحسن بن علي وعليه عمامة سوداء فقال: لقد كان فيكم بالأمس رجل ما سبقه الأوّلون ولا يدركه الآخرون، وإن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله قال: لأعطينّ الراية غداً رجلا يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله، يقاتل جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره، ثم لا ترد ـ يعني رايته ـ حتّى يفتح اللّه عليه، ما ترك ديناراً ولا درهماً إلا سبعمائة درهم أخذها من عطائه، كان أراد أن يبتاع بها خادماً لأهله»(3).
* «أخبرني عمران بن بكار بن راشد قال: حدثنا أحمد بن خالد قال: حدثنا محمد عن عبداللّه بن أبي نجيح عن أبيه: أن معاوية ذكر علي بن أبي طالب، فقال سعد بن أبي وقاص: واللّه لأن تكون لي إحدى خلاله الثلاث أحب إليّ من أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس، لأن يكون قال لي ما قاله له حين رده من تبوك: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي أحب إلي أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس. ولأن قال لي ما قال في يوم خيبر لأعطينّ الراية رجلا يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله يفتح اللّه على يديه ليس بفرّار أحبّ إلي من أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس، ولأن أكون كنت صهره على ابنته لي منها من الولد ما له أحبّ إلي من أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس»(4).
* «أخبرنا قتيبة بن سعيد البلخي، وهشام بن عمار الدمشقي قالا: حدثنا حاتم عن بكير بن مسمار عن عامر بن سعد بن أبي وقاص قال: أمر معاوية سعداً فقال: ما يمنعك أن تسبّ أبا تراب؟ فقال: أنا ذكرت ثلاثاً قالهنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله فلن أسبه، لأنْ يكون لي واحدة منها أحبّ إلي من حمر النعم، سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله يقول له وخلّفه في بعض مغازيه، فقال له علي: يا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله أتخلفني مع النساء والصبيان؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدي. وسمعته يقول يوم خيبر: لأعطينّ الراية غداً رجلا يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله، فتطاولنا إليها، فقال: ادعوا إليّ علياً، فأتي به أرمد، فبصق في عينيه ودفع الراية إليه. ولما نزلت: (إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) دعا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً فقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي».
* «أخبرنا حرمي بن يونس بن محمد الطرسوسي قال: أخبرنا أبو غسان قال: أخبرنا عبدالسلام عن موسى الصغير عن عبدالرحمان بن سابط عن سعد قال: كنت جالساً، فتنقصوا علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه فقلت: لقد سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله يقول في علي خصال ثلاث، لأنْ يكون لي واحدة منهنّ أحب إليّ من حمر النعم، سمعته يقول: إنه منّي بمنزلة هارون من موسى إلا إنه لا نبي بعدي. وسمعته يقول: لأعطين الراية غداً رجلا يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله. وسمعته يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه».
* «أخبرنا زكريا بن يحيى السجستاني قال: أخبرنا نصر بن علي قال: حدثنا عبداللّه بن داود عن عبدالواحد بن أيمن عن أبيه، أن سعداً قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله: لأدفعنّ الراية إلى رجل يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله ويفتح اللّه بيده. فاستشرف لها أصحابه فدفعها إلى علي»(5).
* «أخبرنا أحمد بن سليمان الرهاوي، حدثنا عبيداللّه أخبرنا ابن أبي ليلى، عن الحكم ومنهال، عن عبدالرحمن بن أبي ليلى، عن أبيه قال لعلي وكان يسمر معه: إن الناس قد أنكروا منك شيئاً، تخرج في البرد في الملاءتين، وتخرج في الحرّ في الخشن والثوب الغليظ. فقال: ألم تكن معنا بخيبر؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله: لأعطينّ الراية رجلا يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله ليس بفرار. فأرسل إليّ وأنا أرمد فتفل في عيني فقال: اللهم اكفه أذى الحرّ والبرد. قال: ما وجدت حرّاً بعد ذلك ولا برداً».
* «أخبرنا محمد بن علي بن هبة الواقدي قال: أخبرنا معاذ بن خالد، قال: أخبرنا الحسين بن واقد، عن عبداللّه بن بريدة قال: سمعت أبي بريدة يقول: حاصرنا خيبر، فأخذ الراية أبو بكر ولم يفتح له، فأخذها من الغد عمر فانصرف ولم يفتح له، وأصاب الناس شدّة وجهد، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله: إني دافع لوائي غداً إلى رجل يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله لا يرجع حتّى يفتح له. وبتنا طيّبة أنفسنا أن الفتح غداً، فما منّا إنسان له منزلة عند الرسول صلّى اللّه عليه وآله إلا وهو يرجو أن يكون صاحب اللواء والناس على مصافّهم، فدعا علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه وهو أرمد، فتفل ومسح في عينيه، فدفع إليه اللواء وفتح عليه. قالوا: أخبرنا أنه كان ممن تطاول لها».
* «أخبرنا محمد بن بشار بندار البصري، أخبرنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا عوف عن ميمون، عن أبي عبداللّه عبد السلام، أن عبداللّه بن بريدة حدثه عن بريدة الأسلمي، قال: لما كان يوم خيبر نزل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله بحصن أهل خيبر، أعطى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله اللواء عمر، فنهض معه من نهض من الناس، فلقوا أهل خيبر، فانكشف عمر وأصحابه فرجعوا إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله: لأعطينّ اللواء رجلا يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله. فلما كان من الغد تصادر أبو بكر وعمر، فدعا علياً وهو أرمد فتفل في عينيه ونهض معه من الناس من نهض، فلقي أهل خيبر، فإذا مرحب يرتجز:
قد علمت خيبر أني مرحب *** شاكي السّلاح بطل مجرّب
إذا الليوث أقبلت تلهّب *** أطعن أحياناً وحيناً أضرب
فاختلف هو وعلي ضربتين، فضربه على هامته، حتى مضى السيف منها منتهى رأسه، وسمع أهل العسكر صوت ضربته، فما تتام آخر الناس مع علي حتّى فتح لأوّلهم».
* «أخبرنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا يعقوب بن عبدالرحمن الزهري، عن أبي حزم، قال: أخبرني سهيل بن سعد أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله قال يوم خيبر: لأعطينّ هذه الراية غداً رجلا يفتح اللّه عليه يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله. فلما أصبح الناس غدوا على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله كلّهم يرجو أن يعطى، فقال: أين علي بن أبي طالب؟ فقالوا: علي يا رسول اللّه يشتكي عينيه، قال: فأرسلوا إليه، فأتي به، فبصق رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله في عينيه ودعا له، فبرأ حتّى كأن لم يكن به وجع فأعطاه الراية، فقال علي: يا رسول اللّه أقاتلهم حتّى يكونوا مثلنا، فقال: انفذ…».
* «أخبرنا أبو الحسن أحمد بن سليمان الرهاوي قال: حدثنا يعلى بن عبيد قال: حدثنا يزيد بن كيسان، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله: لأدفعنّ الراية اليوم إلى رجل يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله. فتطاول القوم، فقال: أين علي بن أبي طالب؟ فقالوا: يشتكي عينيه، قال: فبصق نبي اللّه في كفيه ومسح بهما عيني علي ودفع إليه الراية، ففتح اللّه على يديه».
* «أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: أخبرنا يعقوب، عن سهل، عن أبيه، عن أبي هريرة: أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله يوم خيبر: لأعطينّ الراية رجلا يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله، يفتح اللّه عليه. قال عمر بن الخطاب: ما أحببت الإمارة إلا يومئذ. فدعا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله علي بن أبي طالب فأعطاه إياها، وقال: امش ولا تلتفت حتّى يفتح اللّه عليك. فسار علي ثم وقف، فصاح يا رسول اللّه: على ماذا أقاتل الناس؟ قال: قاتلهم حتّى يشهدوا أن لا إله إلا اللّه وأنّ محمداً رسول اللّه، فإذا فعلوا ذلك قد منعوا منك دماءهم وأموالهم إلا بحقّها وحسابهم على اللّه».
* «أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن راهويه، قال: أخبرنا جرير، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله: لأعطينّ الراية غداً رجلا يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله يفتح عليه. قال عمر: فما أحببت الإمارة قط إلا يومئذ، قال: فاستشرفت لها فدعا علياً فبعثه، ثم قال: اذهب فقاتل حتّى يفتح اللّه عليك ولا تتلفت. قال: فمشى ما شاء اللّه، ثم وقف ولم يلتفت فقال: علام نقاتل الناس؟ قال: قاتلهم حتّى يشهدوا أن لا إله إلا اللّه وأنّ محمداً رسول اللّه، فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا دماءهم وأموالهم إلا بحقّها وحسابهم على اللّه».
«أخبرنا محمد بن عبداللّه بن المبارك المخرمي، قال: حدثنا أبو هاشم المخزومي، قال: حدثنا وهب، قال: حدثنا سهل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله يوم خيبر: لأدفعنّ الراية إلى رجل يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله ويفتح اللّه عليه. قال عمر: فما أحببت الإمارة قط قبل يومئذ. فدفعها إلى علي رضي اللّه عنه. قال: قال: ولا تلتفت، فسار قريباً قال: يا رسول اللّه علام تقاتل؟ قال: على أن يشهدوا أن لا إله إلا اللّه وأنّ محمداً رسول اللّه، فإذا فعلوا ذلك عصموا دماءهم وأموالهم إلا بحقّها وحسابهم على اللّه تعالى».
* «خبر عمران بن حصين في ذلك: أخبرنا العباس بن عبدالعظيم العنبري البصري، قال: أخبرنا عمر بن عبدالوهاب قال: أخبرنا معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن منصور، عن ربعي، عن عمران بن الحصين: أن النبي صلّى اللّه عليه وآله قال: لأعطينّ الراية رجلا يحب اللّه ورسوله، أو قال: يحبه اللّه ورسوله. فدعا علياً وهو أرمد ففتح اللّه على يديه».
* «خبر الحسن بن علي رضي اللّه تعالى عنهما عن النبي صلّى اللّه عليه وآله في ذلك وأن جبريل يقاتل عن يمينه وميكائيل عن يساره:
أخبرنا إسحاق بن راهويه، أخبرنا النضر بن شميل، قال: أخبرنا يونس، عن أبي إسحاق، عن هبيرة بن يريم، قال: جمع الناس الحسن بن علي وعليه عمامة سوداء لما قتل أبوه فقال: لقد كان قتلتم بالأمس رجلا ما سبقه الأولون ولا يدركه الآخرون، وإن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله قال: لأعطينّ الراية غداً رجلا يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله، فيقاتل وجبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره، ثم لا ترد رايته حتّى يفتح اللّه عليه. ما ترك ديناراً ولا درهماً إلا تسعمائة أخذها عياله من عطاء كان أراد أن يبتاع بها خادماً لأهله»(6).
(1) فضائل الصحابة: 15 ـ 16.
(2) السنن الكبرى 5 / 46.
(3) السنن الكبرى 5 / 107 ـ 112.
(4) السنن الكبرى 5 / 144 ـ 145.
(5) خصائص علي: 48 ـ 51.
(6) خصائص علي: 52 ـ 61.