رواية المتقي
* «مسند سلمة بن الأكوع عن إياس بن سلمة قال:… ثم إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله أرسلني إلى علي فقال: لأعطينّ الراية اليوم رجلا يحب اللّه ورسوله أو يحبه اللّه ورسوله، فجئت به أقوده أرمد فبصق رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله في عينيه ثم أعطاه الراية، فخرج مرحب يخطر بسيفه فقال:
قد علمت خيبر أني مرحب *** شاكى السلاح بطل مجرب
اذا الحروب أقبلت تلهّب
فقال علي بن أبي طالب:
أنا الذي سمتني أمي حيدره *** كليث غابات كرية المنظره
أو فيهم بالصاع كيل السندره
ففلق رأس مرحب بالسيف وكان الفتح على يديه»(1).
* «عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله يوم خيبر: لأعطينّ الراية غداً رجلا يحب اللّه ورسوله ويفتح اللّه على يديه، قال عمر: فما أحببت الإمارة قط إلا يومئذ فتشوقت لها رجاء أن ادعى لها. فدعا علياً فبعثه وأعطاه الراية وقال: اذهب قاتل حتّى يفتح اللّه على يديك ولا تلتفت، فسار علي بالناس ثم وقف ولم يلتفت فقال: يا رسول اللّه! على ما أقاتل الناس؟ قال: قاتلهم حتّى يشهدوا أن لا إله إلا اللّه وأنّ محمداً رسول اللّه، فإذا قالوا ذلك منعوا منك دماءهم وأموالهم إلاّ بحقها، وحسابهم على اللّه عزّوجلّ»(2).
* «عن عبدالرحمن بن أبي ليلى قال: كان علي يخرج في الشتاء في إزار ورداء ثوبين خفيفين، وفي الصيف في القباء المحشو والثوب الثقيل، فقال الناس لعبد الرحمن: لو قلت لأبيك فإنه يسمر معه، فسألت أبي فقلت: إن الناس قد رأوا من أميرالمؤمنين شيئاً استنكروه، قال: وما ذاك؟ قال: يخرج في الحر الشديد في القباء المحشو والثوب الثقيل ولا يبالي ذلك، ويخرج في البرد الشديد في الثوبين الخفيفين والملائتين لا يبالي ذلك ولا يتقي برداً، فهل سمعت في ذلك شيئاً فقد أمروني أن أسألك أن تسأله إذا سمرت عنده، فسمر عنده فقال: يا أمير المؤمنين! إن الناس قد تفقدوا منك شيئاً، قال: وما هو؟ قال: تخرج في الحرّ الشديد في القباء المحشو والثوب الثقيل وتخرج في البرد الشديد في الثوبين الخفيفين وفي الملاءتين لا تبالي ذلك ولا تتقى برداً، قال: أو ما كنت معنا يا أبا ليلى بخيبر؟ قلت: بلى واللّه قد كنت معكم، قال: فإن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله بعث أبا بكر فسار بالناس فانهزم حتّى رجع إليه، وبعث عمر فانهزم بالناس حتّى انهى إليه، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله: لأعطينّ الراية رجلا يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله يفتح اللّه له، ليس بفرار، فأرسل إليّ فدعاني، فأتيته وأنا أرمد لا أبصر شيئاً، فتفل في عيني وقال: اللهم اكفه الحر والبرد! فما آذاني بعده حرّ ولا برد.
(ش، حم، هـ والبزار وابن جرير وصححه، طس، ك، ق في الدلائل، ض)»(3).
* «عن ضمرة بن ربيعة عن مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله: لأعطينّ الراية رجلا يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله كراراً غير فرار، يفتح اللّه عليه، جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره، فبات الناس متشوقين، فلما أصبح قال: أين علي؟ قالوا: يا رسول اللّه! ما يبصر. قال: ائتوني به، فلما أتي به فقال النبي صلّى اللّه عليه وآله: ادن مني، فدنا منه فتفل في عينيه ومسحها بيده، فقام علي من بين يديه كأنه لم يرمد.
(قط، خط في رواة مالك، كر)»(4).
* «عن سعد قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله يقول لعلي: ثلاث خصال لأن يكون لي واحدة منها أحب إليّ من الدنيا وما فيها، سمعته يقول: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي، وسمعته يقول: لأعطينّ الراية غداً رجلا يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله، ليس بفرار، وسمعته يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه.
(ابن جرير)».
* «أيضاً عن عامر بن سعد قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله لعلي: ثلاث خصال لأن يكون لي واحدة منهنّ أحب إليّ من حمر النعم، نزل على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله الوحي فأدخل علياً وفاطمة وابنيها تحت ثوبه ثم قال: اللهم هؤلاء أهلي وأهل بيتي، وقال له حين خلفه في غزاة غزاها فقال علي: يا رسول اللّه! خلفتني مع النساء والصبيان! فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله: ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدي، وقوله يوم خيبر: لأعطينّ الراية رجلا يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله، يفتح اللّه على يديه، فتطاول المهاجرون لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ليراهم، فقال: أين علي؟ فقالوا: هو رمد. قال: ادعوه. فدعوه، فبصق في عينيه، ففتح اللّه على يديه.
(ابن النجار)»(5).
(1) كنز العمال 10 / 465 ح 30126.
(2) كنزالعمال 10 / 468 ح 30130.
(3) كنز العمال: 36388.
(4) كنز العمال: 36393.
(5) كنز العمال: 36495.