رواية الذهبي
* «وقال يعقوب بن عبدالرحمن، عن أبي حازم، أخبرني سهل بن سعد أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله قال يوم خيبر: لأعطينّ غداً رجلا يفتح اللّه على يديه يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله. قال: فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها، فلما أصبح الناس غدوا على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله، كلّهم يرجو أن يعطاها. فقال: أين علي بن أبي طالب؟ قيل: هو يا رسول اللّه يشتكي عينيه. قال: فأرسلوا إليه. فأتى به فبصق رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله في عينيه ودعا له، فبرأ حتّى لم يكن به وجع. فأعطاه الراية، فقال علي: يا رسول اللّه أقاتلهم حتّى يكونوا مثلنا؟ قال: انفذ على رسلك حتّى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق اللّه فيه، فواللّه لأن يهدي اللّه بك رجلا واحداً خير لك من أن يكون لك حمر النعم. أخرجاه عن قتيبة، عن يعقوب».
* «وقال سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله: لأعطينّ الراية غداً رجلا يحب اللّه ورسوله، يفتح اللّه على يديه. فقال عمر: فما أحببت الإمارة قط حتّى يومئذ. فدعا عليّاً فبعثه، ثم قال: إذهب فقاتل حتّى يفتح اللّه عليك ولا تلتفت، قال علي: علام أقاتل الناس؟ قال: قاتلهم حتّى يشهدوا أن لا إله إلا اللّه وأنّ محمداً رسوله. فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماءهم وأموالهم إلاّ بحقّها وحسابهم على اللّه. أخرجه مسلم، وأخرجا نحوه من حديث سلمة بن الأكوع».
* «وقال يونس بن بكير، عن المسيب بن مسلم الأزدي، حدثنا عبداللّه بن بريدة، عن أبيه قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ربّما أخذته الشقيقة، فيلبث اليوم واليومين لا يخرج، ولما نزل خيبر أخذته الشقيقة فلم يخرج إلى الناس، وإن أبا بكر أخذ راية رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ثم نهض فقاتل قتالاً شديداً، ثم رجع. فأخذها عمر فقاتل قتالاً هو أشد قتالاً من القتال الأول، ثم رجع فأخبر بذلك رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله فقال: لأعطيّنها غداً رجلا يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله يأخذها عنوة، وليس ثم علي. فتطاولت لها قريش، ورجا كلّ رجل منهم أن يكون صاحب ذلك. فأصبح وجاء علي على بعير حتّى أناخ قريباً، وهو أرمد قد عصب عينه بشق برد قطري. فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله: مالك؟ قال: رمدت بعدك، قال: أدن مني، فتفل في عينه، فما وجعها حتى مضى لسبيله، ثم أعطاه الراية فنهض بها، وعليه جبة أرجوان حمراء قد أخرج خملها، فأتى مدينة خيبر. وخرج مرحب صاحب الحصن وعليه مغفر مظهر يماني وحجر قد ثقبه مثل البيض على رأسه، وهو يرتجز، فارتجز علي واختلفا ضربتين، فبدره علي بضربة، فقدّ الحجر والمغفر ورأسه ووقع في الأضراس، وأخذ المدينة».
* «وقال يونس بن بكير، عن محمد بن عبدالرحمن بن أبي ليلى، عن الحكم والمنهال بن عمرو، عن عبدالرحمن بن أبي ليلى قال: كان علي يلبس في الحرّ والشتاء القباء المحشو الثخين وما يبالي الحرّ، فأتاني أصحابي فقالوا: إنا قد رأينا من أمير المؤمنين شيئاً فهل رأيته فقلت: وما هو؟ قالوا: رأيناه يخرج علينا في الحرّ الشديد في القباء المحشو وما يبالي الحر، ويخرج علينا في البرد الشديد في الثوبين الخفيفين وما يبالي البرد، فهل سمعت في ذلك شيئاً؟ فقلت: لا. فقالوا: سل لنا أباك فإنه يسمر معه. فسألته فقال: ما سمعت في ذلك شيئاً. فدخل عليه فسمر معه فسأله، فقال علي: أو ما شهدت معنا خيبر؟ قال: بلى. فما رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله حين دعا أبا بكر فعقد له وبعثه إلى القوم، فانطلق فلقي القوم فقاتلهم ثم رجع وقد هزم، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله عند ذلك: لأعطينّ الراية رجلا يحبه اللّه ورسوله ويحب اللّه ورسوله، يفتح اللّه عليه غير فرار، فدعاني فأعطاني الراية، ثم قال: اللهم اكفه الحرّ والبرد، فما وجدت بعد ذلك حرّاً ولا برداً. وقال أبو عوانة، عن مغيرة الضبي، عن أم موسى قالت: سمعت علياً يقول: ما رمدت ولا صدعت مذ دفع إليّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله الراية يوم خيبر. رواه أبو داود الطيالسي في مسنده»(1).
* «وقال قتادة: إن عليّاً كان صاحب لواء رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله يوم بدر وفي كلّ مشهد. وقال أبو هريرة وغيره: إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله قال يوم خيبر: لأعطينّ الراية رجلا يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله، ويفتح اللّه على يديه. قال عمر: فما أحببت الإمارة قبل يومئذ، قال: فدعا علياً فدفعها إليه، وذكر الحديث، كما تقدم في غزوة خيبر بطرقه»(2).
وروى الذهبي في تلخيص المستدرك:
«ابن إسحاق حدّثني بريدة بن سفيان بن بريدة الاسلمي عن أبيه عن سلمة بن الاكوع بعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أبا بكر إلى بعض حصون خيبر، فقاتل وجهد ولم يكن فتح. صحيح.
ابن أبي ليلى عن الحكم وعيسى عن عبدالرحمن عن أبي ليلى عن علي: إنه قال: يا أبا ليلى أما كنت معنا بخيبر؟ قال بلى قال: فإن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بعث أبا بكر إلى خيبر، فسار بالناس وانهزم حتى رجع. صحيح.
المسيب بن مسلم الأزدي ثنا ابن بريدة عن أبيه: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ربما أخذته الشقيقة فيلبث اليوم واليومين لا يخرج، فلما نزل بخيبر أخذته الشقيقة، فلم يخرج إلى الناس، وإن أبا بكر أخذ الراية ثم نهض فقاتل قتالاً شديداً ثم رجع. صحيح.
نعيم بن حكيم عن أبي موسى الحنفي عن علي قال: سار النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم إلى خيبر، فلما أتاها بعث عمر ومعه الناس إلى مدينتهم أو قصرهم فقاتلوهم فلم يلبثوا أن هزموا عمر وأصحابه، فجاءوا يجبّنونه ويجبّنهم، فسار النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم. الحديث صحيح»(3).
(1) تاريخ الإسلام 2 / 406 ـ 413.
(2) تاريخ الإسلام 3 / 625.
(3) تلخيص المستدرك ط معه 3 / 37 ـ 39.