رواية الثعلبي
* «أخبرنا عبيداللّه بن محمد بن عبداللّه بن محمد، حدثنا أبو العباس السراج، حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا حاتم بن إسماعيل، عن يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة بن الأكوع، وأخبرنا عبيداللّه بن محمد، أخبرنا أبو العباس السراج، حدثنا أحمد بن يوسف السلمي، حدثنا النضر بن محمد، حدثنا عكرمة بن عمار، حدثنا سلمة بن الأكوع، عن أبيه، قال: وحدثت عن محمد بن جرير، عن محمد بن حميد، عن سلمة، عن ابن إسحاق، عن رجاله، قال: وعن ابن جرير، حدثنا ابن بشار، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا عوف، عن ميمون أبي عبداللّه، عن عبداللّه بن بريدة، عن أبيه، دخل حديث بعضهم في بعض، قالوا: خرجنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله إلى خيبر… فحاصرناهم حتّى أصابتنا مخمصة شديدة. ثم إن اللّه تعالى فتحها علينا.
وذلك أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله أعطى اللواء عمر بن الخطاب، ونهض من نهض معه من الناس، فلقوا أهل خيبر، فانكشف عمر وأصحابه، فرجعوا إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله يحينه(1)أصحابه ويحينهم(2)، وكان رسول اللّه قد أخذته الشقيقة، فلم يخرج إلى الناس، فأخذ أبو بكر راية رسول اللّه، ثم نهض فقاتل قتالا شديداً، ثم رجع، فأخذها عمر، فقاتل قتالا شديداً، وهو أشد من القتال الأول، ثم رجع، فأخبر بذلك رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله فقال: أما واللّه لأعطينّ الراية غداً رجلا يحب اللّه ورسوله يأخذها عنوة. وليس ثم علي، فلما كان الغد تطاول لها أبو بكر وعمر وقريش، رجاء كلّ واحد منهم أن يكون صاحب ذلك، فأرسل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله سلمة بن الأكوع إلى علي، فدعاه، فجاء علي على بعير له حتّى أناخ قريباً من خباء رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله، وهو أرمد قد عصب عينيه بشقة برد قطري، قال سلمة: فجئت به أقوده إلى النبي صلّى اللّه عليه وآله. فقال رسول اللّه: ما لك؟ قال: رمدت. فقال: اُدن مني. فدنا منه فتفل في عينيه، فما وجعهما بعد حتّى مضى لسبيله، ثم أعطاه الراية، فنهض بالراية وعليه حلّة أرجوان حمراء، قد أخرج خملها، فأتي مدينة خيبر، وخرج مرحب صاحب الحصن وعليه مغفر معصفر، وحجر قد ثقبه مثل البيضة على رأسه، وهو يقول:
قد علمت خيبر أني مرحب *** شاكي السلاح بطل مجرب
أطعن أحياناً وحيناً أضرب *** إذا الحروب أقبلت تلهّب
كان حمائي كالحمى لا يقرب
فبرز إليه علي حينئذ، وقال:
أنا الذي سمتني أمي حيدره *** كليث غابات شديد قسوره
أكيلكم بالسيف كيل السندره
فاختلفا ضربتين، فبدره علي، فضربه، فقدّ الحجر والمغفرة، وفلق رأسه حتّى أخذ السيف في الأضراس، وأخذ المدينة، وكان الفتح على يديه»(2).
(1 و 2) كذا، وهو تصحيف: يجبّنه أصحابه ويجبّنهم!
(2) تفسير الثعلبي 9 / 49 ـ 51.