رواية البيهقي
* «أخبرنا محمد بن عبداللّه الحافظ أنا أبو عبداللّه محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن سلمة قنا قتيبة بن سعيد ثنا حاتم عن يزيد بن أبي عبيد سلمة بن الأكوع قال: كان علي رضي اللّه عنه تخلف عن النبي صلّى اللّه عليه وآله بخيبر وكان رمداً فقال: أنا أتخلّف عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله! فخرج فلحق بالنبي صلّى اللّه عليه وآله، فلما كان مساء الليلة التي فتح اللّه في صباحها، قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله: لأعطينّ الراية أو ليأخذن الراية غداً رجل يحبه اللّه ورسوله أو قال يحب اللّه ورسوله يفتح اللّه عليه، فإذا نحن بعلي رضي اللّه عنه وما نرجوه فقالوا: هذا علي، فأعطاه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله الراية، ففتحها اللّه عليه. رواه البخاري ومسلم في الصحيح عن قتيبة بن سعيد»(1).
* «وأخبرنا علي بن أحمد بن عبدان، أنبأ أحمد بن عبيد، ثنا عبيد بن شريك، ثنا ابن أبي مريم ثنا ابن أبي حازم حدثني أبو حازم أنه سمع سهل بن سعد رضي اللّه عنه يقول سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله يقول يوم خيبر: لأعطينّ الراية رجلا يفتح اللّه على يديه، فبات الناس يدوكون أيهم يعطاها، فلما أصبح الناس، غدوا على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله كلّهم يرجو أن يعطاها، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله: أين علي بن أبي طالب؟ قالوا: يا رسول اللّه هو يشتكي عينيه، فأرسل إليه فبصق في عينيه ودعا له فبرأ مكانه حتّى لكأنه لم يكن به شيء، فأعطاه الراية، فقال يا رسول اللّه أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ قال على رسلك: أنفذ حتّى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم فيه من الحق، فواللّه لأن يهدي اللّه بك الرجل الواحد خير لك من حمر النعم. رواه البخاري ومسلم في الصحيح عن قتيبة عن عبدالعزيز بن أبي حازم»(2).
* «وقد أخبرنا أبو عبداللّه الحافظ أنبأ أبو الفضل بن إبراهيم ثنا أحمد بن سلمة ثنا محمد بن يحيى ثنا عبد الصمد بن عبدالوارث بن سعيد ثنا عكرمة بن عمار حدثني اياس بن سلمة بن الأكوع قال: حدثني أبي قال: قدمنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ـ فذكر الحديث بطوله قال: فأرسل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله إلى علي رضي اللّه عنه يدعوه وهو أرمد فقال: لأعطينّ الراية رجلا يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله قال: فجئت به أقوده، قال فبصق رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله في عينيه فبرأ، فأعطاه الراية قال: فبرز مرحب وهو يقول:
قد علمت خيبر أنى مرحب *** شاكي السلاح بطل مجرب
إذا الحروب أقبلت تلهب
قال فبرز له علي رضي اللّه عنه هو يقول:
أنا الذي سمتّني امي حيدره *** كليث غابات كريه المنظره
أوفيهم بالصاع كيل السندره
فضرب مرحباً ففلق رأسه فقتله وكان الفتح ـ أخرجه مسلم في الصحيح من وجه آخر عن عكرمة بن عمار»(3).
(1) السنن الكبرى 6 / 362.
(2) السنن الكبرى 9 / 106.
(3) السنن الكبرى 9 / 131 ـ 132.