رواية البغوي
* «أخبرنا إسماعيل بن عبدالقاهر، أنا عبدالغافر بن محمد، أنا محمد بن عيسى الجلودي، ثنا إبراهيم بن محمد بن سفيان، ثنا مسلم بن الحجاج، ثنا عبداللّه بن عبدالرحمن الدارمي، أنا أبو علي الحنفي، ثنا عبيداللّه بن عبدالمجيد، ثنا عكرمة بن عمار، ثنا إياس بن سلمة، حدثني أبي قال: خرجنا إلى خيبر مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله قال فجعل عمي عامر يرتجز بالقوم شعراً.
ثم أرسلني إلى علي رضي اللّه عنه وهو أرمد فقال: لأعطينّ الراية غداً رجلا يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله قال: فأتيت علياً رضي اللّه عنه فجئت به أقوده وهو أرمد، حتّى أتيت به رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله، فبصق في عينيه فبرأ، وأعطاه الراية وخرج مرحب فقال:
قد علمت خيبر أني مرحب *** شاكي السلاح بطل مجرب
إذا الحروب أقبلت تلتهب
فقال علي رضي اللّه عنه:
أنا الذي سمتني أمي حيدره *** كليث غابات كريه المنظره
أوفيهم بالصاع كيل السندره
قال: فضرب رأس مرحب فقتله، ثم كان الفتح على يديه.
وروى حديث خيبر سهل بن سعد وأنس وأبو هريرة يزيدون وينقصون وفيه: أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله كان قد أخذته الشقيقة فلم يخرج إلى الناس، فأخذ أبو بكر راية رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ثم نهض فقاتل قتالا شديداً ثم رجع، فأخذها عمر فقاتل قتالا شديداً هو أشد من القتال الأول ثم رجع، فأخبر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله بذلك فقال: لأعطينّ الراية غداً رجلا يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله يفتح اللّه على يديه، فدعا علي بن أبي طالب فأعطاه إياها وقال له: امش ولا تلتفت حتّى يفتح اللّه عليك، فأتى مدينة خيبر فخرج مرحب صاحب الحصن وعليه مغفر وحجر قد ثقبه مثل البيضة على رأسه وهو يرتجز، فبرز إليه علي فضربه فقدّ الحجر والبيضة والمغفر وفلق رأسه»(1).
(1) تفسير البغوي 4 / 194 ـ 196.